المقالات

بغداد والغبار والزمن الأغبر ... 

1594 2022-05-08

منهل عبد الأمير المرشدي||   إصبع على الجرح ..    تضرب العواصف الترابية محافظات عديدة من العراق إنطلاقا من الأنبار ومرورا بالعاصمة بغداد وانتهاء بمحافظات الوسط والجنوب .  لا نريد ان نختزل هذه العواصف والغبار الأحمر الذي اقتحم غرف النوم وموائد الطعام  بظاهرة التصحر التي تصيب العراق بعدما غفل القائمون على الأمر في البلاد وتغافلوا عن زرع حزام اخضر من الغابات التي تحيط المناطق الغربية والجنوبية من المناطق التي تربطنا جغرافيا بالأراضي السعودية التي لم يأتنا منها غير الضيم والرعب والغبار والتراب .   لكن علينا ان نلتفت الى رأي آخر يكاد يتفق عليه الكثير من اهل العقل والبصيرة بإن ما يصيب العراق من التصحر والجفاف وانحسار عوامل الخير والجوع والفقر ما هي الإ رسائل السماء ورسل الإنذار الإلهي للقوم .  لقد أنعم الله على العراق بما لم ينعم بمثله على غيره من انهار وخصوبة وثروات ومثابات مقدسة لمراقد ال البيت والأولياء والصالحين حتى على مستوى العقل والفطنة والذكاء فللعراقين الكعب الأعلى على مر التأريخ في الكفائات العلمية ورواد البلاغة والحكمة والإبداع .   لم يعد فيه الحال ذاك الحال وتغيرت به الأحوال . تآكلت جدران الحياء في قلوب الكثير من الناس وتطاولت اركان السفاهة والإنحطاط فلم يعد العيب عيبا ولا الفسق فسقا واختلطت عندنا الأوراق حتى أمسى الإنحلال تطورا والسفاهة ثقافة والرذيلة انفتاح والفساد شطارة والمنكر معروفا والمعروف منكر .  صرنا نسمع الفاظ نابية على انها لغة الحوار  . نعم ما لم يكن متوقعا حتى في احلام الغافلين والكوابيس أمسى مألوفا لدينا . مفردات يستحي منها حتى الشيطان لم يعد يستحي منها الكثير من ابنائنا . !!  انحلال وتفسخ وميوعة وسقوط وضياع . شباب لم يعد فيهم شيء يدل على ذات بشرية سليمة او ما يوحي بذرّة خير او امل يرتجى منها . شباب لا تمت صلة لدين او معتقد او وطن اوما يشير على ان له اب او ام او عائلة !!! أين انتم ايها الأباء ؟؟ اين انتم ايها الأمهات ؟؟  اين انتم يا شيوخ ومشايخ واساتذة ومدارس . أما فيكم من ينتفض لنفسه على نفسه ويسأل ابنائه عن شذوذ ما يلبسون او يفعلون او يملكون .  الا يستفز عقولكم وغيرتكم ونوماس شرفكم ما يقوم به البعض من ابنائكم او بناتكم او ما يرتدون او يفعلون ؟؟ أين انتم من انفسكم ومسؤوليتكم امام الله والقانون والعشيرة والمجتمع ؟؟ . هل هذا هو مضمون الدولة المدنية عند المتمدنين ؟؟ هل هذه هي اركان العلمانية عن المتعلمنين ؟؟  هل هذا هو مصداق فصل الدين عن الولة ؟؟ هل هذا هو التطور عند المتطورين ؟؟  او هو مفهوم الثقافة عند المستثقفين ؟؟ ما لكم كيف تحكمون .  هل صار أكل الحرام معتادا وقد حللتم ما حرّم الله ؟؟ ربما هو الغبار الأحمر رسائل اليكم كي تصحوا من غفلتكم العميقة وتنتبهوا من سكرتكم الأعمق قبل أن يحل عليكم الغضب الأكبر وبعض الآيات القرآنية لا تحتاج الى تفسير المجتهدين فقد قال تعالى ( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ) .   ولا تعتقدوا ان ذلك ببعيد على الله وهو القائل ( وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ ) ونذكركم اخيرا عسى ان تنفع الذكرى أن الله عزّوجل هو الذي قال ( إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَىٰ أَهْلِ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ) .  عودوا الى الله وتذكرّوه واذكروه كثيرا  ولا تنسوا الله فينساكم .. اللهم اشهد اني قد بلغّت .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك