المقالات

قبور ناطقة..!


الشيخ محمد الربيعي||

 

لم يكن القبر نهاية ذكر الانسان ، و خصوصا من جعل من الحياة مزرعة الاخرة ، بل ان الناطق بالحق تكون حياته و مماته ذكرى و الأسوة الحسنة لأجيال جيلا بعد جيل .

و لذلك كان شريعة الاسلام من اكثر الاديان التي حثت على احترام شخصية الانسان في الحياة و حتى بعد الممات ، و لذلك جعلت في شريعتها احكام خاصة و مشددة و ملزمة التطبيق و العمل بها تحت عناوين ( كتاب احكام الميت ) او ( شؤون الميت ) او ( فقه الميت ) الى اخر المسميات التي تصدر و كلها عبارة عن احكام فقهية بخصوص الميت ، و الكلام في هذه الكتب الفقهية تتحدث عن حقوق الاموات على الاحياء منذ لحظة الاحتضار ، و الغسل ، و التكفين ، و حمله و اتباعه ، و الصلاة عليه ، و دفنه ، حتى ما بعد الدفن بل و تعرضت الشريعة الاسلامية الى الحقوق الاخلاقية للاموات على الاحياء ، و كل ذلك كان الكاشف عن فلسفة خاصة التي تراها شريعة الاسلام الى الميت ، وانه غير منقطع عن التدخل بمجريات الحياة ، حتى بعد مماته .

و الحديث المتواتر و المشهور عن النبي محمد ( ص ) : ( إِذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ ) ، و دلالته واضحة على بقاء علاقة الميت بالاحياء مستمرة ، بل و مؤثرة في سلوكهم و قراراتهم و توجهاتهم من خلال الاقتداء بعلم و فكر و نهج وسيرة الميت .

من هنا كان هم و توجه الظالمين و الطواغيت الى هدم القبور والتوجه الى اصدار الاحاديث المكذوبة ، بغيت المحاولة الى انهاء ذكر من هو بمنزلة الأسوة الحسنة ، و التخلص من المد الروحي الى الاجيال التي تقدى به ، و التاريخ سجل العديد من هكذا محاولات لهدم ذكرى الاسوة الحسنة ، و كان ابرزها قبر حر الدنيا والاخر الامام الحسين ( ع ) الذي توالت الطواغيت على هدم قبره الشريف كما ان هدم قبور الائمة في البقيع واضحا للعيان و لليوم و الغرض معروف من وراء كل ذلك .

كل الغايات من هدم القبور و محاربة زيارتها كانت غايات سياسية و ليست عقيدة اسلامية ، الغرض منها انهاء ذكر ممن ذكره احياء لثورة ضد الظالمين و المحتلين و اتباع الشيطان الرجيم ، فكانوا على يقين انه القبر يبث رسالة الى الاحياء ، و يشجعهم على السير ضمن المنهج القويم .

و اليوم نلاحظ قوى الشر ايضا تحاول العبث بسيرة الاموات من الصلحاء و الشهداء و الابطال من الحشد الشعبي ، من خلال تمزيق الصور او المحاولة الاساءة الى سيرتهم او الاعتداء على قبورهم و غير ذلك ، من الامور التي يرغبون منها انهاء ذكرى تلك الابطال ، يتصور كبيرهم المحتل انه يستطيع ان يمحو ذكرى تلك الابطال من الذاكرة ، او ان يمسح وجودهم من قائمة الأسوة الحسنة ، و هي قائمة ربانية باقية ما بقى الدهر ، فنقول :

يا محتل و من انغر بك كد كيدك فو الله لا تمحوا ذكرنا و سيبقى العراق منتصرا برجال الحشد و برجال المقاومة المخلصة الشريفة و بكل رجال العراق المؤمنين ، و سلاما على العراق و شعبه .

ــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك