محمد كاظم محمد
مقدمة:-
مشكلة التصحر وارتفاع درجة الحرارة وزيادة استهلاك الطاقة الكهربائية بات من المواضيع الشائعة ومن الصعب حل هذه المشكلة في المدن من خلال توعية ميدانية لتشجيع نسبه كبيره من الناس على زراعة انواع من الاشجار تساعد على زيادة الأوكسجين والحد من ارتفاع درجات الحرارة وصد العواصف الترابية والرملية وتقليل استهلاك الطاقة الكهربائية، يجب ان يتم ذلك بقوانين وضوابط معينة لحث جميع المواطنين على التشجير بصوره دائمة وصحيحة.
اهمية القانون:-
١. القضاء على التصحر منع الاتربة من خلال صد وكسر حدة الرياح وحماية من العواصف الرملية والترابية.
٢. استقرار المناخ وتخفيف تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري، مما يمنع درجات الحرارة المرتفعة، باعتبارها مكيفات الهواء الطبيعية الوحيدة في العالم.
٣. الحصول على الظل في الحدائق والشوارع والميادين.
٤. تقليل من استهلاك الطاقة الكهربائية وتقليل كلفة التبريد ذات الجهد العالي.
٥. تقليل التلوث البيئي الناتج عن عوادم السيارات والمعامل الانتاجية من خلال عملية التمثيل الضوئي تنقي الأشجار ثاني أكسيد الكربون وتوفر الأكسجين.
٦. زيادة المساحة الخضراء لما يترتب عليه نقاء الجو وزيادة الاوكسجين في الجو.
٧. تجميل وتزيين الطرق والشوارع.
٨. كسر حدة الضوضاء على الطريق لمقدرة انواع من الاشجار على امتصاص الصوت.
٩. إصلاح العيوب الهندسية للمباني غير المطلية أو القديمة بحجبها لإكسابها شخصية مميزة.
١٠. توفير العمالة والفرص الاقتصادية.
١١. دعم القطاع الخاص من خلال فتح مشاريع استثمارية لاستيراد انواع من الاشجار غير متوفرة في العراق وعقود لصيانة دورية للأشجار من تقليم وري مستمر.
١٢. تدعيم التربة، تلعب الأشجار دورا هاما في تقوية التربة، وتعد شريكا هاما في الأنشطة الزراعية والسيطرة على تأكل التربة.
١٣. الحد من انتشار الأمراض المعدية، لوجود انواع من الاشجار لها تأثير سام على جميع انواع الحشرات الناقلة للأمراض.
نبذة عن مقترح القانون:-
* تشريع قانون تشجير المدن والقرى من قبل مجلس النواب العراقي من خلال منح امتيازات لمالكي العقارات السكنية والتجارية والأراضي الشاغرة واصحاب المحلات في المدن والقرى لتشجير داخل وامام العقار بنوع معين من الاشجار كاملة النمو يحدده القانون من قبل ذوي الاختصاص وخبراء مقابل امتيازات لمالك العقار مثل خصم نسبه معينة من الضريبة العقارية او تخفيض رسوم الكهرباء والماء او حسب ما تراه الحكومة مناسبا لكون صاحب المنزل قام بزراعة نوع معين من الاشجار التي تساعد على حل ازمه كبرى للبلاد، وعدم اصدار اجازة بناء للمواطنين بدون زراعة على الاقل شجرة واحدة ذات كلفة قليلة وفائدة كثيرة امام او داخل المنزل.
* توزيع الأراضي الزراعية على الفلاحين ودعمهم من خلال تجهيز الفلاحين بالمواد والاليات والبذور لاستغلال المساحات الفارغة والصحراوية للزراعة ومنها سد حاجه الدولة من المواد الغذائية وحل مشكلة التصحر.
* تشكيل لجنة مختصة لاستقبال دراسات ذوي الاختصاص والخبرة وطلاب الجامعات لتقديم حلول لهذه المشكلة لدراستها وبالتنسيق مع الأمانات والبلديات لتنفيذ المشروع باقل التكاليف وبصورة دقيقة ومدروسة, منها زراعة شجرة النيم والسبحبح والاليبزيا وغيرها من الاشجار وهذه الرأي راجع إلى ذوي الاختصاص والخبرة.
مقترح التوصيات:-
١. زراعة نوع معين من الاشجار خارج وحول المدن لصد ومنع العواصف الرملية والترابية او ما يسمى بطوق المدينة او حزام المدينة.
٢. تحديد نسبه معينة للمساحات الخضراء في المناطق الجديدة والمجمعات السكينة والزام القطاعات الحكومية َالعامة والخاصة والمستثمرين في هذه النسبة للحصول على موافقة التنفيذ.
٣. إزالة معوقات الرؤيا مثل الأشجار واللوحات الإرشادية في مناطق التقاطعات والإشارات الضوئية والاكتفاء بالمسطحات الخضراء ونباتات قليلة الارتفاع في هذه المناطق.
٤. فرض غرامات ومساءلة قانونية كبيرة على المخالفين والذين يقطعون النباتات من أمام المحلات التجارية وعلى الأرصفة وأمام المنازل.
٥. فرض غرامات مالية لمن يزيل حجر البيئة من السيارة ومنع اي محلات صيانة سيارات بإزاله حجر البيئة ويتعرض المخالف للمسائلة القانونية.
٦. يجب زيادة عدد عمال الصيانة الزراعية الدائمين لمتابعة الصيانة الزراعية وخاصة ري النباتات وإجراء عمليات التقليم والتشذيب اللازمة للمحافظة على جمال وتنسيق النباتات في المدن والقرى.
٧. يجب التأكد من ملائمة الأنواع والأصناف النباتية المراد زراعتها للظروف البيئية المحلية قبل زراعتها من خلال دراسات للنوعية.
٨. تنسيق زراعة الاشجار في الشوارع والارصفة والجزرات الوسطية وخارج المدن بحسب الوظيفة البيئية والوظيفة التنسيقية والجمالية.
٩. زراعة نوع من الاشجار للأراضي السكنية الشاغرة تكون سهله القلع في حال بناءها وغير مضره للتربة في البناء.
١٠. تشجير المناطق الصحراوية بنوع من النبات يتحمل ظروف بيئية شديدة الحرارة والجفاف ولا تحتاج إلى ري مستمر.
١١. دعم حملات شبابية تطوعية لزراعة انواع من الاشجار في الشوارع وبالتنسيق مع اللجان لتحديد نوع ومكان الشجرة لزراعتها، ونشر توصيات متابعة الاشجار التي تم زراعتها من كل الجهات المشاركة كل عام، والحث على زراعة المزيد من الاشجار.
١٢. التنسيق مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي و وزارة التربية بإعداد انشطة سنوية في الجامعات والمدارس للقيام بعملية تشجير المناطق والشوارع من قبل طلاب الجامعات والمدارس.
١٣. توصيه وزارة الاتصالات والاعلام بنشر حملات توعية للمواطنين في وسائل الإعلام المختلفة لتعرفهم بأهمية التشجير وفوائده العائدة للمواطن، ونشر مفهوم على ان التشجير جزء اساسي من ثقافة المجتمع العراقي.
١٤. تشجيع المواطنين على تشجير اسطح المنازل لما فيها من جمالية وزينة واستغلال مساحة ويعود الى دعم القطاع الخاص بافتتاح مكاتب خاصة بتجهيز الاسطح بالأشجار واماكن للجلوس.
مميزات وعوائد القانون للدولة:-
١. تقليل زيادة استهلاك الطاقة الكهربائية وتقليل كلفة التبريد الناتجة عن الحمل الزائد بسبب المكيفات ذات عالية الجهد في المنازل والمباني.
٢. تقليل صرف الوقود لتجهيز المحطات الكهربائية.
٣. تقليل الصيانة الدورية لعطل المحولات وقطع الاسلاك الناتجة عن الحمل الزائد وتوفير الكهرباء لجميع المواطنين نسبه اكبر من المعتاد وبصوره طبيعية.
٤. الحد من استيراد المواد الغذائية للاكتفاء بالإنتاج المحلي وسد حاجة المواطن من المواد الغذائي.
5. حل هذه المشكلة هو مشروع وطني لا بد منه للأجيال القادمة.
سلبيات القانون وحلها:-
١. مشكلة الاسلاك الكهربائية وتشابك الاشجار مع بعضها يتم حلها من خلال الاهتمام بالضوابط العامة التي ينبغي مراعاتها عند اختيار وزراعة النباتات في الشوارع العامة على الأرصفة واخذ بعين الاعتبار ان تتلاءم طبيعة نموها وحجمها مع نسبة حجم الشارع وطبيعته ومع ظروف الموقع الذي تزرع فيه وما يحيط به من منشآت ثابتة ، بحيث لا تكون أفرع الأشجار معرضة للتشابك مع الأسلاك وغيرها.
٢. حجب الرؤية للوحات الدعائية للمحلات والمراكز التجارية كافة ولتجنب عدم تضرر اصحاب المحلات ويتم ذلك من خلال تنفيذ ضوابط التشجير على الأرصفة، حيث ينبغي زراعة شجيرات محدودة النمو وقليلة الارتفاع أو زراعة النباتات المستديمة الخضرة لكي لا يتسخ المكان أمام المحلات التجارية بأوراق الأشجار أو زراعة نباتات عشبية معمرة أو شجيرات فيها ازهار لها رائحة ذكية تجذب أصحاب المحلات والمارة لها.
٣. تأثر السور في المستقبل وحدوث تشققات عليه لزراعة الأشجار الكبيرة العالية وذات الظل الكثيف بجانب سور المنازل ولجنب حدوث هذه المشكلة يتم بتنفيذ الأسس العلمية والضوابط الفنية للتشجير باختيار نوع معين من الاشجار امام المنزل ومسافات معنية مدروسة لتجنب حدوث هذه المشكلة.
٤. حوادث المرور المتكررة الناتجة عن حجب الرؤية وخاصة في نهايات الجزر الوسطية وتضيق الرصيف بحيث يضطر الناس الى النزول عن الرصيف بسبب كثافة الأشجار وطبيعة نموها بالإضافة إلى حجبها إشارات المرور وللوحات الإرشادية والدعائية ويتم ذلك بالتقيد بالضوابط الفنية للتشجير في الجزر الوسطية والارصفة بزراعة نوع معين من الاشجار وبمسافات معينة.
٥. يستهلك التشجير كمية كبيره من المياه مما يؤدي إلى الجفاف، هنالك انواع من الاشجار لها قدرة على تحمل مواسم الجفاف الشديدة، ودفع الجذور إلى المياه الجوفية، وغيرها الكثير من الطرق الزراعية الحديثة التي تحل مشكلة المياه.
فوائد بعض الاشجار:-
* وقد دعا خبير اردني الى زراعة شجرة «النيم» (الزنزلخت) لما فيها من فوائد طبية وزراعية وبيئية والتي يمكن زراعتها كمصدات رياح في المزارع والبساتين وللزينة في الحدائق والمناطق السكنية وللشجرة تأثير سام على الآفات الحشرية مثل الذبابة البيضاء والمن والصراصير والعث وخنافس السجاد والذباب والبعوض، تشمل المزايا البيئية للشجرة بان لها خواص امتصاص الغازات الملوثة للجو من المصانع وعوادم السيارات مثل غاز اول اوكسيد الكربون وثاني اوكسيد الكربون وثاني اوكسيد الكبريت، وتسبب عصارة الاوراق والازهار عقما لذكور البعوض، وبالتالي فهي تقلل من الامراض التي تنقلها هذه الحشرة للإنسان، ولها تأثير طارد للذباب المنزلي والبعوض.
* اما بالنسبة لشجرة الالبيزيا هي شجرة لها فوائد صحية وبيئية عديدة ولأنها تتحمل الجفاف والآفات ودائمة الخضرة كثيفة الظلال حسنة المظهر وتمتاز هذه الشجرة بقدرتها على ترطيب الأجواء وتقليل الحرارة، وحسب دراسات اعدت في قسم هندسة العمارة – الجامعة التكنولوجية ان تكلفة الشجرة الواحدة من نوع الالبيزيا ما بين (٣-٥) الف دينار وحسب الدراسات المعدة فان ٣٢٠ الف شجرة كافة لتغطية محافظة بغداد وتعادل ٤٥ مليون طن تبريدي.
محمد كاظم محمد - كلية المأمون الجامعة / قسم القانون
https://telegram.me/buratha