المقالات

حرروا الثقافة من قبضة السياسة..

1288 2022-05-21

ماجد الشويلي *||

 

* مركز أفق للدراسات والتحليل السياسي

 

 ألا يكفي ماعانته الثقافة في هذا البلد _الزاخر بالادباء والشعراء والمفكرين _من هيمنة وسطوة الانظمة الشمولية لعقود طويلة، حتى يأتي النظام السياسي الحالي وباسم الديمقراطية ، ليوشك أن يجهز على ماتبقى من إرث ثقافي وفني كبير ، شكل سمة بارزة في هوية هذا البلد وعمقه الحضاري.

إن إخضاع وزارة الثقافة ،والتربية ،والتعليم ، وحتى وزارة الاعلام لمبدأ المحاصصة ، كان من أبرز الخطايا التي اجترحها النظام السياسي الحالي .

وبما أن ثقافة المجتمع هي خلاصة نتاجه المعرفي وتطبيقاته السلوكية،  الذي توالى عبر تراكمات زمنية طويلة، حملت معها كل ما انتابه من حقب عاش فيها الهناء أو البؤس والشقاء.

فمن الاجحاف إذن أن يتم إخضاعها للسياسة ، ومن الظلم اقحامها في أتون المناكفات والمنابذات السياسية .

وأي شئ يمكن لنا أن نفتخر فيه بعدها لو فقدنا هويتنا الثقافية في خضم النزاعات السياسية القائمة.

إنني رغم جل احترامي وتقديري العالي للاستاذ نوري المالكي ؛،لم أجد أن قيامه بافتتاح معرض الكتاب كان خطوة حكيمة ومدروسة بعناية،  بلحاظ مايعيشه البلد من مماحكات سياسية ، وبيئة مجتمعية اخذ الانقسام فيها يتجذر الى حد التخندقات والاصطفافات الاستعدائية.

والأمر ذاته ينسحب على التيار الصدري الذي بادر بردة فعل مبالغ فيها ، أسفرت عن مقاطعته لمعرض الكتاب في بغداد.

وكأن الدنيا قد انقلبت وقامت القيامة.

 وليس ذلك لشئ إلا لأن السياسة قد تمددت باذرعها الاستحواذية، لتستأثر بكل شئ وتستحوذ على كل شئ. في هذا البلد.

كم كان جميلا لو تم اختيار أديب من الأدباء ، أو شاعر مرموق من الشعراء، أو غيره من الكتاب والمفكرين، ليفتتح معرض الكتاب ويبعده عما جرى حوله من لغط وسجالات عكرت صفو ابتهاج المثقفين والنخب بهكذا عمل ، من شأنه يعكس ولو صورة أنيقة واحدة عن العراق للعالم .

ـــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك