قاسم الغراوي ||
إن التقدم العلمي والتكنولوجي يغير حياة الناس، بل إنه يساعد البلدان الفقيرة على سد الفجوة مع البلدان الغنية.
لقد استثمرت الحكومات طويلاً لتحقيق النمو الاقتصادي عن طريق التركيز على رأس المال المادي كالطرق والجسور والمطارات وغير ذلك من البنى التحتية. لكنها غالبا ما تستثمر بدرجة أقل في مواطنيها .
ويرجع ذلك جزئيا إلى أن الفوائد أبطأ كثيرا في تحققها وأصعب كثيرا في قياسها . وكما أشار رئيس مجموعة البنك الدولي جيم يونغ كيم مؤخراً في مجلة Foreign Affairs، يواجه العالم اليوم “فجوة في رأس المال البشري”. وفي العديد من البلدان، فإن القوى العاملة غير مستعدة للمستقبل الذي يتكشف سريعا.
هذه رؤية أساسية من العدد الصادر من تقرير عن التنمية في العالم 2019: الطبيعة المتغيرة للعمل. فالمهارات تتسع حدودها بشكل أسرع من أي وقت مضى.
ويجب على مختلف البلدان أن تستعد الآن لإعداد قوتها العاملة لمجابهة التحديات الضخمة وانتهاز الفرص الهائلة الناجمة عن التغير التكنولوجي.
هناك مبرر أخلاقي يجب أن نسوقه بالطبع للاستثمار
في الصحة والتعليم للناس كافة وهو ضروري جدآ لكونه بتماس مع حياة الناس ، لكن هناك مبررا اقتصاديا أيضاً وهو أن نكون مستعدين للمنافسة والازدهار في بيئة سريعة التغير.
إن “رأس المال البشري” – إمكانيات الأفراد – سيكون الاستثمار الأهم فيها على المدى الطويل الذي يمكن لأي بلد تحقيقه من أجل ازدهار شعبه ورفع نوعية حياته مستقبلا.
هناك ثلاثة أهداف رئيسية : أولاً بناء الطلب على
استثمارات أكبر وأفضل في البشر .
ثانياً : مساعدة بلدان العالم على تعزيز استراتيجياتها واستثماراتها المتعلقة برأس المال البشري وذلك لتحقيق تحسينات سريعة في النتائج.
ثالثا : تحسين كيفية قياس رأس المال البشري.
في العمر المتوقع عند الميلاد .
بيد أن البلدان الفقيرة لا تزال تواجه تحديات هائلة، حيث يعاني ربع الأطفال دون سن الخامسة من سوء التغذية، ويفشل 60% من تلاميذ المدارس
الابتدائية في الحصول على تعليم ولو أولي.
في الواقع لا يتلقى أكثر من 260 مليون طفل وشاب في البلدان الفقيرة أي قدر من التعليم على الإطلاق.
ينبغي أن يحقق مشروع رأس المال البشري التقدم نحو عالم يصل فيه جميع الأطفال إلى المدرسة وقد حصلوا على تغذية جيدة ومستعدين للتعلّم متوقعين الحصول على تعليم حقيقي في الفصل الدراسي؛ وقادرين على الدخول إلى سوق العمل كبالغين يتمتعون بالصحة الجيدة والمهارات والقدرة على الإنتاجية.
فاكثر العقول البشرية استثمارا في العالم هي العقول التي ارتقت ببلدانها وطورتها ونقلتها الى مصافي الدول المتقدمة اقتصاديً وعمرانياً وعلميا وادبيا لان هذه البلدان اعتنت ببناء هذه العقول َوهي بدورها( العقول) استثمرت الثروات والموارد وخططت وابدعت ثم نجحت فالنجاح حليف العقول التي تؤمن بالتغيير والتطور.
https://telegram.me/buratha