حمزة مصطفى ||
جورج بوش الإبن دائما يبلعها ويسكت. يعطي إنطباع إنه "كيوت". حين رماه الصحفي العراقي منتظر الزيدي بالحذاء في إحدى زياراته الى العراق "بلع الحذاء" وسكت للحظات قبل أن يطلق نكتة بايخة إنه ليس على مقاسه. مقاسه كان 41 مثلما قال. بعد 19 عاما على إحتلال قواته العراق عام 2003 تحت ذريعة البحث عن أسلحة الدمار الشامل ودفاعه المستميت عن ذلك ليقول في كلمة له مؤخرا أن "قرار غزو العراق كان وحشيا" قبل أن يصحح بإبتسامة لا لون لها إنه يقصد غزو بوتين لأوكرانيا. في العادة لا فرق بين كل أنواع الغزو بصرف النظر عن طبيعة المبررات والأنظمة الحاكمة في تلك البلدان. الشعوب هي التي تغير أنظمة حكمها. إن كانت دكتاتورية فهناك وسائل للتغيير تكون دائما لصالح الشعوب وضد الحكام. وإن كانت ديمقراطية فإن وسائل التغيير معروفة وهي صناديق الإقتراع. لا يهم أن تتعثر الديمقراطية بالصناديق أو الصناديق تتعثر بالديمقراطية. دائما هناك إرادة تغيير على يد الشعوب حين تمتلك تلك الشعوب إرادة التغيير.
بوش الإبن لم يغزو العراق ليسقط نظامه الشمولي أو ليبحث عن أسلحة الدمار الشامل. الهدف كان الإنتقام لأبيه الذي رسمت صورته بقرار أحمق لامعنى له عند مدخل فندق الرشيد. وعندما لم يجد أسلحة الدمار الشامل قال أن العالم بدون صدام حسين أفضل وإنه جاء بالديمقراطية الى العراق. بصرف النظر عمن أيد الغزو العسكري الأميركي للعراق وماترتب عليه من نتائج, فإن أكثر من 90% من قوى المعارضة العراقية هي ضد الإحتلال ناهيك عن أن قوى وفعاليات عراقية أعلنت مقاومتها له منذ الأشهر الأولى. أميركا نفسها ومعها بريطانيا أعلنتا بعد أقل من شهر إنهما قوة إحتلال. ذهبوا عشاء الى مجلس الأمن يبكون. ماحصل لم يكن إحتلالا فقط حتى بالمعنى العسكري, إنما كان تدميرا ممنهجا للدولة ومؤسساتها مع إرادة ممنهجة هي الأخرى لبث كل أنواع السموم بإسم الديمقراطية وآخرها الدفاع المستميت عن المثلية وآخر تمظهرات تلك المثلية جوجو ومن معها.
الله الذي يمهل ولايهمل لا فرويد هو من أنطق بوش الإبن العجوز الآن (75 عاما) ليقول أن غزو العراق وحشي. ولأن "المرء مخبوء تحت لسانه" كما يقول إمام البلاغة علي إبن أبي طالب (عليه السلام) فإن لسان بوش فضح نواياه الحقيقية .. على الهواء مباشرة.
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha