فهد الجبوري ||
تمر هذا اليوم الذكرى السنوية الثانية لمقتل المواطن الأمريكي من أصول أفريقية جورج فلويد على يد رجال الشرطة الأمريكية .
وقد أثارت حادثة القتل المروعة تلك التي وقعت يوم الخامس والعشرين من مايس ٢٠٢٠ ، موجة سخط عارمة داخل الولايات المتحدة وخارجها ، وسلطت المزيد من الضوء على العنصرية في امريكا ، والتي تدعي انها النموذج للديمقراطية والمساواة والحرية في العالم .
حادثة مقتل فلويد وغيرها من حوادث العنف ضد المواطنين السود قد زعزعت من ثقة المجموعات العرقية والأقليات بالنظام السياسي في الولايات المتحدة ، وهي بلاشك تمثل ادانة صريحة للممارسات العنصرية سواء تلك التي تقوم بها قوات الشرطة ، او البيض المتطرفين الذين تساهم بعض الأطراف والجهات السياسية ، وقسم من وسائل الاعلام في تغذية افكارهم العنصرية المتطرفة ، وحقدهم على ابناء الأقليات الاخرى .
ويبدو أن السلطات الأمريكية وبالرغم من وعودها في مكافحة التطرف والتمييز العنصري ، الا انها فشلت في ذلك لان القضية أصبحت متجذرة وعميقة في المجتمع الأمريكي . وفي هذا الخصوص ارتفعت المطالبات بضرورة إصلاح نظام العدالة الجنائية في الولايات المتحدة وإصلاح جهاز الشرطة . وحتى القوانين والتشريعات المختلفة لم تنجح في ردم هوة العنصرية المتفشية في قطاعات واسعة من الشرطة الأمريكية .
وترى المنظمات الإنسانية التي تمثل السكان السود انه لا يمكن تحقيق العدالة او الاقتراب منها الا في ضوء المساواة في الفرص بين السود والبيض الأمريكيين ، وهذا يحتاج في المقام الأول الى إرادة للتغلب على هذه المعضلة .
وقد شهدت الولايات المتحدة ، بعد حادثة مقتل فلويد ، المزيد من الحوادث العنصرية المشابهة ، وهذا دليل واضح على أن السلطات أما عاجزة عن القيام بمسؤوليتها ، أو انها غير راغبة ومستعدة في اجراء تغييرات جوهرية وأساسية في القوانين التي تحكم عمل قوات الشرطة ، وضبط ومراقبة عناصرها وتطهير هذا الجهاز من العناصر المتطرفة .
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha