د. إسماعيل النجار ||
يُقبِلُ علينا تاريخ (25/أيار) من كل عام حاملاً معه ذكرَىَ عَطِرَة لتحريرٍ فرشَ جناحيه على ما تبقَّىَ من الشريط الحدودي المُحتَل في جنوبي لبنان،
بينما هوَ يَطلُ علينا،
كذلكَ يُقبِلُ هذا التاريخ على العدو الصهيوني ليُذكِرَهُ بأصعب اللحظات ألتي عاشها جنوده وعملائه قُبيل الإنسحاب وخلاله، والبعض من أؤلَئِكَ العملاء لا زالت الندوب التي تركها الشريط الشائك على أجسادهم شاهداً على مرارة ذلك اليوم عندما حاولوا الفرار والقفز من فوق الأسلاك المسَنَّنَة للنجاة بأنفسهم ظِنَّاً منهم بأن المقاومة سترتكبُ بحقهم المجازر والتنكيل،
هكذا كان العدو يُعَبِئ عملائه الذين كانوا ولأكثر من عشرون عام دروعاً بشرية له يفتدونه بأنفسهم وأرواحهم، وعندما قررت حكومة تل أبيب الإنسحاب فاجئتهم بالقرار من دون إعلامهم بشكلٍ مُسبَق وتركتهم يتخبطون ويوَلوِلون مرعوبين مهرولين نحو الشريط الشائك منتحرين على شفراته من أجل النجاة، بينما أقفلَ مَن إفتدوهم بأعمارهم بوابات العبور نحو فلسطين وأطلقوا النار على الخَوَنة لمنعهم من دخول الكيان،
المقاومة خَيَّبَت ظنون مَن راهنوا على إنتقامها وارتكاب المجازر على أرض الجنوب،
فَمَن وقع بين يدي رجالها عُومِلَ معاملة حسنة وتم تسليمه للجيش اللبناني، بعدما تركت قيادتها القرار له بتقرير مصير هؤلاء،
لو قررنا اليوم أن نكتب صفات المقاومة ورجالها ماذا يخرج معنا؟
مقاومة رافضة للذُل والإحتلال، مُقاومَة شُجاعة، وفيَة لشعبها وأرضها، مُضَحِيَة، كريمة، متسامحة، رحيمة، شديدة البأس على الأعداء،
لماذا يطالب بعض اللبنانيين بنزع سلاح هذه المقاومة؟ لأن هؤلاء عملاء الإحتلال وبقاياه، وإحتياطهُ الإستراتيجي في لبنان، بيوتات سياسية موزعون على، الحكومة، مجلس النواب، الإدارات والمؤسسات العامة، الأحزاب، الجمعيات، وما سُمِيَ بالمجتمع المدني،
إذاً حزب الله يخوض معارك ذات وجوه مختلفه في الداخل والخارج،
داخل المجتمع اللبناني المُضَلَّل، وداخل مؤسسة مجلس النواب، وداخل الحكومة، وعلى الحدود،
فمَن يُراهن على هزيمة هذه المقاومة وكأنه يقول لإسرائيل صبراً فأن الفرج عليكِ قادمٌ لا محآلَة، ويقول لها أيضاً نحنُ مقاومون للمقاومة وسنهزمها كما هزمتكِ وهزمَت مشروع أسيادكِ الأميركيين،
أيها اللبنانيون مَن ينصره الله فلا غالبَ له، وإن حزب الله هم الغالبون،
بيروت في.....
26/5/2022
ــــــــ
https://telegram.me/buratha