د. محمد العبادي ||
ثقوا ان الدنيا لازالت بخير ودعوا أولئك الذين لايتحدثون إلا عن سلبيات في هذه الحياة .
اتركوا أولئك الذين لايعرفون إلا عيوب الناس ، وتلك الإذاعات والقنوات الاعلامية التي تعيش على سقطات الآخرين، وتقرأ على الناس آية اليأس،لأنّ هؤلاء لا يعرفون صورة الحياة، إلا من خلال صورتها في نفوسهم الخالية من الأمل :
(والذي نفسه بغير جمال *لا يرى في الوجود شيئاً جميلاً)
ليلة أمس كنت ضيفاً على (مؤسسة البر الخيرية والثقافة )، وتحدث أحد الأصدقاء عن برامجهم في مساعدة العوائل الفقيرة والمتعففة ، وكانت جهودهم كبيرة وكثيرة ، لكنها غير محسوسة ، لأنهم كانوا يعملون بصمت ودون رياء .
وذكر ذلك الصديق قصة فيها موعظة ورحمة عن أحد المحسنين الذي بدأ حياته فقيراً واكتوى بنار الفاقة والخصاصة في مرحلة من حياته ،حيث كان يبيع (مثلجات الأزبري) كبائع متجول ، لكن عجلت الحياة دارت وابتسمت في وجهه، وهو حالياً يملك محلات كبيرة لبيع الحلويات ؛مضافاً إلى ما يملكه من بساتين، وحالياً يتكفل برعاية مأئة وأربعين عائلة فقيرة ويرسل لهم الأموال شهرياً وبشكل ثابت .
هذا الشخص الموسر الذي علّق صورته وهو يبيع الازبري على إحدى جدران بيته ليتذكر كيف كان يعيش، يتعامل مع العاملين عنده بمنتهى الرفق والمودة ، ويساعد من به العلّة وله الحاجة ،وقد تكفل بتوفير مستلزمات الحياة الزوجية لكثير من الشباب .
ويقول الأستاذ ابو حيدر الديالي: في مرة طلبت من إبنتي - التي تعمل ضمن الكادر الإداري في إحدى الحوزات الخاصة بالنساء، وتضم جنسيات مختلفة من العراق ولبنان وسورية ودول إفريقية وآسيوية وغيرها- يقول طلبت منها ان تحصل لنا على موافقة لزيارة هذه الحوزة النسوية ، وذهبت بمعية هذا ( المحسن) ، والناس طبقات وشاهدنا وجود الفقر عند بعض الطالبات ، ثم ذهب إلى(رياض الأطفال ) في مبنى نفس تلك الحوزة يقول فرح الأطفال فرحاً شديداً، وجاءته طفلة أفريقية عيناها واسعتان تعدو نحوه ؛كأنّها شاهدت أباها فيه ،وأعتنقته
وشبكت ذراعيها حول رقبته، واحتضنها وبكى هذا ( الإنسان المحسن) .
يقول سألته بعد ذلك : عن سبب بكائه؟
قال: فرق بين أن تشاهد الفقر بعينك وبين ان تسمع ، ودفع لتلك الحوزة مبلغ (٧) آلاف دولار ، على أن يخصص ألف دولار منها لتوفير الحليب والبسكويت للأطفال .
نعم الدنيا لازالت بخير ، وبعض الناس والمؤسسات الخيرية يعملون لوجه الله لايبحثون عن دعاية إعلامية ولا يريدون من الناس جزاء ولاشكوراً .
ــــــــــــ
https://telegram.me/buratha