محمود الهاشمي ||
مثلما تكون الموهبة ملزمة بالشعر وبقية الفنون الاخرى،فان الموهبة مطلوبة بالنقد ايضا،وقديما هناك (مسلمة) على ان (الناقد ليس فضوليا على الاعمال الادبية او الفنية بل كاشفا لمواطن الابداع،وباعثا للحيوية في النصوص).
منذ مدة ليست بالقليلة عكفت عن مطالعة الصفحة الثقافية للصحف العراقية والعربية عموما،الا في تلك التي اعرف محرريها واعلم كيف يختارون من النصوص الادبية والثقافية والفنية .
السبب الذي دعاني العزوف عن مطالعة الصفحة الثقافية كوني لم اجد فيها ماينفع
وانها مجرد كيس محشوٍ بمواد كاسدة تماما،فلا القصيدة المنشورة فيها من الابداع شيء،ولا القصة واسوء من ذلك النصوص النقدية .
اقول اذا كانت الصفحة الثقافية غير مهمة بالنسبة لاسرة التحرير،فليس من الواجب تحريرها،لانها تسيء الى سمعة الصحيفة والى الثقافة بشكل عام،واذا كانت (مهمة )فلابد من اختيار شخصية ثقافية مناسبة لتحريرها .
خلال مطالعتي لبعض الصفحات وجدت ان محرر الثقافية يترك للمصمم ان يصفف الاعمال المطلوب نشرها كيفما يشاء،فتجد العمل الجيد محشورا في زاوية لاترى بالعين المجردة فيما السيء من الاعمال تتصدر الصفحة .
الغريب ان بعض المحررين من (شدة المجاملة ) يأتون بكتابات ليس لها من الادب بشيء وخاصة القصائد،فلا هي بالنثر ولا بالحر ولا بالعمود،ودون اهتمام باللغة ووووالخ وكأنما (وسخ )منثور على صفحة بيضاء .
وهذا الامر يتمدد على القصص واشده على النقد الذي (يهمش) كاتبه من هذا الحقل وذاك وفي سرقة (فجة) وكأنك تقرأ لمجنون !
ولم يترك مصطلحا ادبيا الا وحشره،وحين تنتهي تجد ان النص لاعلاقة له ب(العمل الادبي)قط سوى (العنوان ).
اقول للاسف بدأ صاحب العمل الادبي او الفني لايعرف مدى اهمية عمله وحجم ابداعه،واين هي مواطن الضعف والقوة .
فيا سادة ياكرام النقد (موهبة)مثلما اسلفنا،ولولا النقد قديما وحديثا لماتطورت الاداب والفنون ..ومن لايجد في نفسه هذه (الموهبة )فليكفنا شر نفسه،ثم انتم يامحرري الصفحات الثقافية،عليكم ان تدركوا مسؤوليتكم فالعمل في ميدان الثقافة مسؤولية ورسالة وامانة في نفس الوقت،ولايحتمل المجاملة اولا كما لايتحمل (الدخلاء) ايضا !
شكرا للذين مازالوا يرون في الثقافة واجبا وطنيا وتاريخيا واخلاقيا وحضاريا ..
ــــــ
https://telegram.me/buratha