المقالات

السر وراء سلام فرمانده..!

2261 2022-06-01

ماجد الشويلي ||   مركز أفق للدراسات والتحليل السياسي   كثيرة هي الاسباب والعوامل التي أدت الى  أن يأخذ نشيد سلام فرمانده هذه السعة من الانتشار ، فهو ليس مجرد نشيد أو لحن لكلمات جذابة فحسب. إنه النشيد الذي اختزل بين ثنايا مفرداته المنتقاة بإتقان ، وترنيماته الموسيقية العذبة ، كل معاني الجمال الذي تميزت به بلاد فارس.  لقد حمل هذا النشيد بين طياته عبق الصفاء الروحي الذي تمتعت به الشخصية الفارسية ، وعشقها للجمال والكمال.  فحينما أراد الفيلسوف الألماني نيتشه هدم المثل والأخلاق الغربية، بحث عن جذر المشكلة ووجدها على حد زعمه بأنها تكمن في التعاليم الدينية اليهودية والمسيحية .وبما أنها أديان تقوم على النصوص ، فلابد له أن يبحث عما سبق وضع هذه النصوص وفيمن تأثرت.  فوجد أنها قد تأثرت بتعاليم زرادشت،  وإن ثمة فيها جمال فقد استمدته من منبع الجمال بحسبه فلا يمكن فهم الجمال ومعرفته دون أن ترجع الى بلاد فارس. نعم بلاد فارس بلاد  العرفان ، والفلسفة والجمال .  بلاد الشعر والادب والموسيقى. فنشيد (سلام فرمانده)  كان ينشد للجمال المهدوي (عج) برخامة صوت الأطفال ، وهم في أجمل وأبهى مرحلة بحياتهم. لقد أنشد هؤلاء الأطفال لجمال الثورة الإسلامية المباركة التي حاول الغرب التعتيم على جمالها ومنع انتشار  رحيقها النرجسي في رياض منطقتنا . جددوا العهد بإمامهم المهدي (عج) بنحو جميل لم يخف شغف  قلوبهم الصغيرة الى لقائه. حتى أحرجوا الكبار بجميل توسمهم وعظيم عدتهم الروحية واستعدادهم المعنوي للبذل والايثار خدمة للدين. كان سلَّم مفرداتهم الفارسية كأنه تغريدات بلابل ، وإيقاع لحنهم كأنه حفيف أجنحة الملائكة. لقد تمكنت أمواج أصواتهم ومقامات أدائهم من تحطيم جدار العزلة التي حاول أعداء الجمال والنور تطويق إيران به. هذا هو الجمال ؛ جمال الحفاظ على الفطرة النقية ، وجمال الانتظار  المهدي (عج)،  وجمال العزة والثبات  والإرتباط بالقيادة العلمائية الربانية.    كان يتجلى في كل حرف صدحت به حناجر الأشبال معنى أن إيران ليست إيران الصواريخ فحسب. وإيران ليست إيران النووي  فقط.  وإيران ليست إيران المقاومة العسكرية وحدها. إيران مقاومة النور للظلام ومقاومة الحرب بالسلام ومقاومة القبح بالجمال إيران مقاومة الفن للابتذال ومقاومة العلماء للجهّال إيران مقاومة الحب للحقد والاغلال هذا ماتمكن نشيد (سلام فرمانده) من إيصاله للعالم بأسره
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك