ماجد الشويلي ||
مركز أفق للدراسات والتحليل السياسي
كثيرة هي الاسباب والعوامل التي أدت الى أن يأخذ نشيد سلام فرمانده هذه السعة من الانتشار ،
فهو ليس مجرد نشيد أو لحن لكلمات جذابة فحسب.
إنه النشيد الذي اختزل بين ثنايا مفرداته المنتقاة بإتقان ، وترنيماته الموسيقية العذبة ، كل معاني الجمال الذي تميزت به بلاد فارس.
لقد حمل هذا النشيد بين طياته عبق الصفاء الروحي الذي تمتعت به الشخصية الفارسية ، وعشقها للجمال والكمال.
فحينما أراد الفيلسوف الألماني نيتشه هدم المثل والأخلاق الغربية، بحث عن جذر المشكلة ووجدها على حد زعمه بأنها تكمن في التعاليم الدينية اليهودية والمسيحية .وبما أنها أديان تقوم على النصوص ، فلابد له أن يبحث عما سبق وضع هذه النصوص وفيمن تأثرت.
فوجد أنها قد تأثرت بتعاليم زرادشت،
وإن ثمة فيها جمال فقد استمدته من منبع الجمال بحسبه
فلا يمكن فهم الجمال ومعرفته دون أن ترجع الى بلاد فارس.
نعم بلاد فارس بلاد العرفان ، والفلسفة والجمال .
بلاد الشعر والادب والموسيقى.
فنشيد (سلام فرمانده) كان ينشد للجمال المهدوي (عج) برخامة صوت الأطفال ، وهم في أجمل وأبهى مرحلة بحياتهم.
لقد أنشد هؤلاء الأطفال لجمال الثورة الإسلامية المباركة التي حاول الغرب التعتيم على جمالها ومنع انتشار رحيقها النرجسي في رياض منطقتنا .
جددوا العهد بإمامهم المهدي (عج) بنحو جميل لم يخف شغف قلوبهم الصغيرة الى لقائه.
حتى أحرجوا الكبار بجميل توسمهم وعظيم عدتهم الروحية واستعدادهم المعنوي للبذل والايثار خدمة للدين.
كان سلَّم مفرداتهم الفارسية كأنه تغريدات بلابل ، وإيقاع لحنهم كأنه حفيف أجنحة الملائكة.
لقد تمكنت أمواج أصواتهم ومقامات أدائهم من تحطيم جدار العزلة التي حاول أعداء الجمال والنور تطويق إيران به.
هذا هو الجمال ؛ جمال الحفاظ على الفطرة النقية ، وجمال الانتظار
المهدي (عج)، وجمال العزة والثبات
والإرتباط بالقيادة العلمائية الربانية.
كان يتجلى في كل حرف صدحت به حناجر الأشبال معنى أن إيران ليست إيران الصواريخ فحسب.
وإيران ليست إيران النووي
فقط.
وإيران ليست إيران المقاومة العسكرية وحدها.
إيران مقاومة النور للظلام
ومقاومة الحرب بالسلام
ومقاومة القبح بالجمال
إيران مقاومة الفن للابتذال
ومقاومة العلماء للجهّال
إيران مقاومة الحب للحقد والاغلال
هذا ماتمكن نشيد (سلام فرمانده)
من إيصاله للعالم بأسره