ماجد الشويلي *||
*مركز أفق للدراسات والتحليل السياسي
رأيته بصباي بفطرتي وصفاء سريرتي.
كانت شمائله تخترق حجب (الفوتوغراف) وكأن كليم الله قد ضربها بعصاه فانبجست منها عيون هيبته
كان سيد (المورفولوجيا) وإمام (الكاريزما) .
كانت حركاته وسكناته تأخذ بتلابيب القلب والروح معاً . حتى غدا وكأنه مرآة تعكس سمت النبي(ص) وهيبة علي (ع)
وهو كذلك بالفعل.
كبرتُ وازداد عشقي له وشغفي بمنهجه،
وقلت في نفسي كما أنه لو لم يكن أمير المؤمنين (ع) قد وجد فالفعل ، وتجسدت به شرائع السماء ، كان يمكن أن يقال أن تعاليم السماء (طوباوية) .لكنها حينما تجسدت بشخص علي (ع) بات عندها حجة على أهل الآخرة والدنيا.
أليس هذا معنى الحجة في مفهومنا كإماميه.
نفس هذا المعيار كان لي مع روح الله،
لأني رأيت لو أنه لم يكن لكانت وصايا أهل البيت (ع) وإرشاداتهم كفلسفة لايعنيها المصداق في الخارج أو انها (طوباوية) أيضا
وأما وأنها قد تجسدت بالخميني (رض)
(التجسد التام المعنى)فقد كانت واقعية . أوليس هذا معنى قول الحجة المنتظر (عج) ((إنهم حجتي عليكم)) ؟!
إن عطشي الروحي الذي كان يرتشف سجايا وخصال الخميني في مخيلته لم يأت من فراغ.
نعم لم يأت من فراغ هكذا عودني النظام الكوني ، أنني كلما عطش وجداني لشئ كان لابد له من شهود خارجي.
مذ عطشت الى لبن أمي كان هناك لبن،
ومذ عطشت للماء كان هناك ماء،
وكما أنني احتجت للطعام والهواء كان هناك طعام وهواء.
وحينما احتجت الى السكن والدفء كان هناك دفء وسكن.
كان ظمأي الروحي للخميني ينبئني أن هناك خميني!!
لابد أن يكون هناك خميني ليروي ظمأي الروحي لتجسد الكمال في رجل .
ولو كان غير ذلك لأصيب النظام الكوني بخلل.
العرفاء يتكلمون بهذه المضامين ويعرفون بعضهم بالأوتاد وغير ذلك من التعاريف التي لها معنى الفاعلية في النظام الكوني.
رأيت الامام الخميني (رض) الإنسان ، حجة الحجة المنتظر (عج) وإنجازه الغيبي الإعجازي.
يمكن أن ترى عالِما لكن ليس بالضرورة مرجعاً ، ويمكن أن ترى مرجعاً ولكن ليس بالضرورة أن يكون ثائرا ،وعارفا، وفيلسوفاً ،وسياسي، بعيد الأغوار.
يمكن أن ترى عالما مجاهداً يخوض في غمار السياسة ، لكن ليس بالضرورة أن يكون صلباً في طاعة الله.
قد يكون ذلك العالم سياسيا صلباً لكن ليس بالضرورة أن يقوى على تفجير ثورة أو أن يصنع أمة.
وقد يتمكن المرجع والعالم من تفجير ثورة ، أما أن يكون مطمئنا لنجاحها، ويعرف التحكم بوجهتها ، ثم يعتصرها ليحتلب من ضرعها نظاما سياسياً يقوم على شريعة الله ويستمد تأييده من الأمة فذلك العجاب العجاب.
إستثنائية الخميني تكمن بأنه فجر الثورة وأقام النظام السياسي وأسس للدولة وقادها بأحلك الظروف ، وتخطى بها أكبر العقبات ،وحفر اخاديد منهجيته في ضمير امته ، ورسخ دعامات بقائها في كل زاوية من تشريعاتها وقوانينها.
لا بل أقولها وبضرس قاطع؛ أنه تمكن من غرس النظام الإسلامي في أعماق المنظومة الأخلاقية لشعبه.
هكذا أرى الخميني (رض) أنه قد بلغ من العظمة ما قد جعله المنهاج الذي لايوصلنا للمهدي (عج )فحسب.
بل المنهاج الذي يعرفنا بالمهدي (عج )ويوصلنا اليه ، ثم يجعلنا من المرضيين عنده ، والساعين الى قضاء حوائجه ، والممهدين لنهضته الكبرى.
فسلام على روح الله الخميني العظيم
حين ولد ، وحين جاهد وانتصر ،وحين ارتحل آمناً مطمئنا بالرفيق الأعلى ، وحين يبعث حياً في عليين .
ـــــــ
https://telegram.me/buratha