المقالات

هكذا أرى الإمام الخميني (رض)

1315 2022-06-05

ماجد الشويلي *||

     

*مركز أفق للدراسات والتحليل السياسي

 

رأيته  بصباي بفطرتي وصفاء سريرتي.

كانت شمائله تخترق حجب (الفوتوغراف) وكأن كليم الله قد ضربها بعصاه فانبجست منها عيون هيبته

كان سيد (المورفولوجيا) وإمام (الكاريزما) .

كانت حركاته وسكناته تأخذ بتلابيب القلب والروح معاً . حتى غدا وكأنه مرآة تعكس سمت النبي(ص) وهيبة علي (ع)

وهو كذلك بالفعل.

كبرتُ وازداد عشقي له وشغفي بمنهجه،

وقلت في نفسي كما أنه لو لم يكن أمير المؤمنين (ع) قد وجد فالفعل ، وتجسدت به شرائع السماء ، كان يمكن أن يقال أن تعاليم السماء (طوباوية) .لكنها حينما تجسدت بشخص علي (ع) بات عندها حجة على أهل الآخرة والدنيا.

أليس هذا معنى الحجة في مفهومنا كإماميه.

نفس هذا المعيار كان لي مع روح الله،

لأني رأيت لو أنه لم يكن لكانت وصايا أهل البيت (ع) وإرشاداتهم كفلسفة لايعنيها المصداق في الخارج أو انها (طوباوية) أيضا

وأما وأنها قد تجسدت بالخميني (رض)

(التجسد التام المعنى)فقد كانت واقعية . أوليس هذا معنى قول الحجة المنتظر (عج) ((إنهم حجتي عليكم)) ؟!

إن عطشي الروحي الذي كان يرتشف سجايا وخصال الخميني في مخيلته لم يأت من فراغ.

نعم لم يأت من فراغ هكذا عودني النظام الكوني ، أنني كلما عطش وجداني لشئ كان لابد له من شهود خارجي.

مذ عطشت الى لبن أمي كان هناك لبن،

ومذ عطشت للماء كان هناك ماء،

وكما أنني احتجت للطعام والهواء كان هناك طعام وهواء.

 وحينما احتجت الى السكن والدفء كان هناك دفء وسكن.

كان ظمأي الروحي  للخميني ينبئني أن هناك خميني!!

 لابد أن يكون هناك خميني ليروي ظمأي الروحي لتجسد الكمال في رجل .

ولو كان غير ذلك لأصيب النظام الكوني بخلل.

العرفاء يتكلمون بهذه المضامين ويعرفون بعضهم بالأوتاد وغير ذلك من التعاريف التي لها معنى الفاعلية في النظام الكوني.

رأيت الامام الخميني (رض) الإنسان ، حجة الحجة المنتظر (عج) وإنجازه الغيبي الإعجازي.

 يمكن أن ترى عالِما لكن ليس بالضرورة مرجعاً ، ويمكن أن ترى مرجعاً ولكن ليس بالضرورة أن يكون ثائرا ،وعارفا، وفيلسوفاً ،وسياسي، بعيد الأغوار.

يمكن أن ترى عالما مجاهداً يخوض في غمار السياسة ، لكن ليس بالضرورة أن يكون صلباً  في طاعة الله.

قد يكون ذلك العالم سياسيا صلباً لكن ليس بالضرورة أن يقوى على تفجير ثورة أو أن يصنع أمة.

وقد يتمكن المرجع والعالم من تفجير ثورة ، أما أن يكون مطمئنا لنجاحها، ويعرف التحكم بوجهتها ، ثم يعتصرها ليحتلب من ضرعها نظاما سياسياً يقوم على شريعة الله ويستمد تأييده  من الأمة فذلك العجاب العجاب.

إستثنائية الخميني تكمن بأنه فجر الثورة وأقام النظام السياسي وأسس للدولة وقادها بأحلك الظروف ، وتخطى بها أكبر العقبات ،وحفر اخاديد منهجيته في ضمير امته ، ورسخ دعامات بقائها في كل زاوية من تشريعاتها وقوانينها.

لا بل أقولها وبضرس قاطع؛ أنه تمكن من غرس النظام الإسلامي في أعماق المنظومة الأخلاقية لشعبه.

هكذا أرى الخميني (رض) أنه قد بلغ من العظمة ما قد جعله المنهاج الذي لايوصلنا للمهدي (عج )فحسب.

بل المنهاج الذي يعرفنا بالمهدي (عج )ويوصلنا اليه ، ثم يجعلنا من المرضيين عنده ، والساعين الى قضاء حوائجه ، والممهدين لنهضته الكبرى.

فسلام على روح الله الخميني العظيم

حين ولد ، وحين جاهد وانتصر ،وحين ارتحل آمناً مطمئنا بالرفيق الأعلى ، وحين يبعث حياً في عليين .

ـــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك