ماجد الشويلي *||
*مركز أفق للدراسات والتحليل السياسي
في العادة لا مشكلة للناس مع القائد الغائب ، والكل يدعي الإيمان به
وانتظاره .
فاليهود أنفسهم كانوا يدعون انتظارهم للنبي (ص) وإيمانهم به.
لكن ما أن حضر حتى كفروا به ، بل كانوا أول كافر به . والسبب يعود الى أنهم
كفروا بعيسى (ع) الذي كانت له مهمة رئيسية كبرى هي التبشير بمحمد (ص) .
( وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللَّـهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّـهِ عَلَى الْكَافِرِينَ ) ( البقرة / ۸۹ )
وموسى (ع) كذلك ، فبمجرد أن
غاب عن قومه وكانوا من قبل قد جرعوه الغصص ، حتى ادعى أكثرهم محبته وانتظاره ، وأنهم لن يبرحوا الأرض حتى عودته(وقفوا عليه) ، فلم يصغوا لخليفته هارون(ع) حين نهاهم عن عبادة العجل
ولم يكن أهل الكوفة أحسن حال ممن سبقهم من الأمم . فجلهم كان يدعي حب الحسين (ع) وانتظاره ، لكن ما أن نزل بين ظهرانيهم حتى تنكروا له وغدروا به.
والسبب واضح أنه يعود لعدم طاعتهم وارتباطهم بمسلم (ع) الذي كانت له مهمة رئيسية هي التبشير بالحسين (ع).
وهكذا هو المهدي المنتظر عج ؛الكل يدعي الايمان به وانتظاره ، لكن بما أن الله سبحانه له سنن ونواميس ثابتة في تأريخ الأمم ((وتلك الأيام نداولها بين الناس))
فإن من لم يرتبط بنائبه والمبشر به حقيقة وعملاً، ستجري عليه سنن من كان قبله
((فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ۖ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا))
سورة فاطر