المقالات

الامام الصادق عليه السلام واستثمار الظرف الامثل


عبد الكاظم حسن الجابري ||

 

لا شك إن الائمة عليهم السلام يمثلون خطا واحدا ومنهجا ثابتا منصوص عليه بمحكم التنزيل في اية التبليغ, يا أيها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك فان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس.

الائمة سلام الله عليهم, كلهم علويون, مجتبون, شهداء, عابدون, باقرون, صادقون, كاظمون, راضون, أجواد, هادون, عسكريون وحجج, لا يختلف أحدهم عن الاخر الا بالظروف التي احاطت به فبرزت صفة من صفاته.

مارس الامام الصادق عليه السلام دوره في خط الامامة, فالمدرسة العلمية التي اسسها ابوه الامام الباقر عليه السلام اخذت تتسع وتزداد تحت رعايته, واخذ بنشر العلوم والمعارف الالهية والطبيعية بين اتباعه وطلابه, حتى ربا طلابه عل الالاف من الافراد.

لقد استثمر الامام الصادق سلام الله عليه الظرف الذي عاصره خير استثمار, فضعف الدولة الاموية التي انشغلت بالشأن السياسي والامني بسبب حراك العباسيين, جعلها تقلل من مضايقة الامام الصادق عليه السلام, كذلك تولي العباسيين للحكم في الفترة الثانية من حياة الامام عليه السلام, ايضا جعلتهم يقللون الضغط عن الامام عليه السلام -نسبيا- كونهم اتوا بشعارات الرضا من ال محمد والطلب بثأر الامام الحسين عليه السلام.

مهد الامام الصادق عليه السلام الارضية لنشر العلم, وتوسيع المدرسة العلمية التي بناها ابوه الامام الباقر عليه السلام, فبدأ يخرج العلماء المتخصصين بعلوم الكلام والفقه والتفسير والحديث واللغة والفلسفة والعلوم التطبيقية كالكيمياء والرياضيات, فكان يعطي تلامذته الثقة في الاجابة عن المسائل التي يأتي بها المتكلمون من شتى الاديان والفرق والافكار والمدارس الفلسفية.

كان عصر اندحار الدولة الاموية وصعود الدولة العباسية ودخول القوميات الاخر في الاسلام, عصر نهضة علمية, وكثر فيه المتكلمون واصحاب الراي, واتسعت العلوم والمعارف ايما اتساع, لذا وفي ظل هذا الظرف قليل الضغوط, ابدع الامام الصادق سلام الله عليه في مناظرة هؤلاء, وتفنيد الافكار المنحرفة للفرق الضالة كالمرجئة والجبرية والمفوضة والمجسمة والخوارج وغيرهم.

الامام عليه السلام هو الأقدر على تشخيص المصلحة واستثمار الظرف, وهو يعمل وفق ما يريده الباري عزل وجل حرفيا, فهو الامام المعصوم عن الخطأ والاشتباه والزلل, وعلى نهجه سار علماؤنا الاعلام قدس الله اسرار الماضين منهم وحفظ الباقين, فحفظوا تراث ال البيت عليهم السلام بكل تفاني واخلاص وتضحية, وقدموا في سبيل ذلك ارواحهم, واعطوا دماءهم, وعزفوا عن الدنيا وملذاتها حاملين الامانة بكل مسؤولية, غايتهم فيها تسليمها الى الامام الموعود المنتظر عجل الله فرجه الشريف محفوظة من كل تحريف وشبهات.

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك