قاسم الغراوي ||
عرف الواقعيون السياسة بأنها (فن الممكن أي دراسة وتغيير الواقع السياسي موضوعيًا وليس الخطا الشائع، وهو أن فن الممكن هو الخضوع للواقع السياسي وعدم تغييره بناءً على حسابات القوة والمصلحة).
يقال ان السياسة فن الممكن وهي اسلوب في التعامل لمحاولة كسب النجاح ربما على حساب الطرف الاخر ويعتمد ذلك على مدى رجحان ذكاء احد الاطراف على حساب الطرف الاخر .
والسياسة هي علاقة بين حاكم ومحكوم وهي السلطة الأعلى في المجتمعات الإنسانية، حيث السلطة السياسية تعني القدرة على جعل المحكوم يعمل أو لا يعمل أشياء سواء رغب ام لم يرغب .
قد يرتبط مفهوم الكلمة بسياسات الدول وأمور الحكومات ولكن يمكن أن تستخدم أيضًا للدلالة على تسيير أمور أي جماعة وقيادتها، ومعرفة كيفية التوفيق بين التوجهات الإنسانية المختلفة والتفاعلات بين أفراد المجتمع الواحد، بما في ذلك التجمعات الدينية والأكاديميات والمنظمات .
الذي يهمنا هو ماهي المسؤولية الملقاة على عاتق السياسي تجاه شعبه وبلده وماهي الاولويات التي يجب ان يقدمها ، وماهي الاطر السياسية والسبل التي يمكن ان تكون حاضرة بين السياسيين لنجاح العمل السياسي لتسيير امور البلد والاخلاص للشعب الذي كان سبباً في كونهم تحت قبة البرلمان .
الواقع واسقاطات السلوك السياسي والادارة وفق المنظور السياسي لم تكن بالمستوى الذي يجب ان تكون عليه ،فالخدمات والواقع الامني والوضع الاقتصادي ، والحياة المجتمعية ، والفقر ، والجهل والمخدرات ، والانحرافات ، وضعف الاداء الحكومي السياسي الخارجي ، والتناحر السياسي بين الاحزاب والمصالح الحزبية ، ومكاتبها والجفاف وقلة الزراعة و . و . و . تؤكد لنا بان الادراك والفهم السياسي بكل مسمياته ومعانيه غائب عن العقل السياسي ، وان هذا العقل اما متحجراً او يمر بسبات عميق لايعي المخاطر والتحديات .
مهزلة العقل السياسي الذي نشا مبكراً بعد سقوط النظام البعثي على حساب وتضحيات ومعانات الشعب لم يتغير ولم يتقدم خطوة واحدة لتحسين العلاقة بين الحاكم والمحكوم وبين السلطات والشعب ، وبين المنظومة السياسية ورؤيتها بسبب تفضيل مصالحها على مصالح الشعب ومكاسبها على حساب امنه واستقراره.