منهل عبد الأمير المرشدي ||
إصبع على الجرح ..
ما يحصل من ارتفاع او انخفاض في سوق الأسعار يعود الى عدة اسباب ومسببات من بينها ارتفاع او انخفاض نسبة التضخم وإستقرار سوق العملة النقدية من عدمه اضافة الى عملية العرض والطلب فضلا عن اسباب اخرى تتعلق بأصحاب رؤوس الأموال والمضاربات التجارية وغيرها .
تكاد هذه الأسباب أن تكون حاضرة في جميع مفاصل الإقتصاد والسوق المحلية بما فيها المعّدات الثقيلة والسيارات والأجهزة الخفيفة واسواق الملابس والأقمشة وصولا الى اسعار المواد الغذائية والفواكه والخضروات . هذه المقدمة المختصرة كان لابد منها للبدء في مقالنا حيث تفاجئنا بصرف مبلغ مليونين وثلاثمئة الف دينار من قبل مدير عام احدى الشركات العامة في محافظة البصرة لقراءة سورة الفاتحة في مجلس عزاء أحد المشايخ هناك !
قد يبدو الرقم ليس بذي قيمة كبرى مع مليارات تنهب كل يوم وقد يراه البعض بديهيا في دولة تسلطن بها الفاسدون وتفشى بها الفساد لكن المبرر لصرف المبلغ واسبابه وما يعنيه من غرابة ويدعو اليه من إستغراب فإنه يحمل في ثناياه مو هو اغرب واعجب .
سيادة المدير العام المحترم جدا يهمّش بأنامله الكريمة الرقيقة الأمينة على كتاب مديرية العلاقات لديه التي تطلب منه الموافقة على صرف مبلغ مليونين وثلاثمائة الفا دينار لقراءة سورة الفاتحة في مجلس عزاء المرحوم أبو .....؟
فيكتب وبالقلم الأحمر الغامق ( موافق ... تصرف اصوليا ) !!! . عن أي اصول تتحدث ايها المدير العام الناهب للمال العام وقد نسفت كل الأصول يا بن الأصول .
ربما يقول البعض هو رقم صغير ازاء ما يسرق من مليارات في دولة اللادولة من قبل الحرامية واللصوص ذوي الحصانة من اصحاب الفخامة والمعالي والسيادة وما ينهمر من اموال السحت الحرام من المال العام في خراج ارباب الفساد من الزعامات والقيادات من دون أدنى حس في لحظة خوف او تحسب او حياء او تردد او خجل من الفقراء والمحرومين والآف مؤلفة من الخريجين العاطلين وعوائل الشهداء والمرضى في اغنى بلاد الأرض واكثرها بلاء وابتلاء بتزاحم الفطاحل من رجال الفلتة واخر صيحة من اشباه الساسة واشباه الرجال ولا خبر جاء ولا طيف يمر .
اعود واكرر اني اعرف ان المبلغ لا يمثل شيئا في فيض ما يسرقه مافيات الفساد كل يوم رغم ان السرقة هي سرقة . دينارا كانت ام مليار والحرامي هو الحرامي والفاسد فاسد من الرأس حتى القدم .
ولكني اتسائل كغيري من العراقيين اما كان بإمكانك يا سيادة المدير العام المحترم جدا ان تصرفه من ابواب عديدة و( حيّل شرعية عديدة ) من دون ان يعلم به احد وقد مّن الله عليك بنعمة المال المستباح في وطن بلا راع ولا مسؤول ولا هم يحزنون .
كم استهنتم بشعب العراق الطيب المسكين المغلوب على امره واين تذهبون يوم يصيح المنادي وقفوهم إنهم مسؤولون ؟
بقي ان اقول للسيد المدير العام ابن الأصول إذا كانت قراءة سورة الفاتحة قد كلفت الدولة العراقية مبلغ مليونين وثلاثمائة الف دينار فكم ستكلفّنا سورة البقرة لو شاء يقرأها ثور من ثيران السلطة ؟؟ وحسبنا الله ونعم الوكيل ..
ــــــــــ
https://telegram.me/buratha