الشيخ محمد الربيعي ||
دَحو الأرض، اصطلاح قرآني وحديثي: يعني بَسْطها، ومدها.
ودحاها أي: أزالها عن مقرّها، وهو من قولهم: دحا المطر الحصى عن وجه الأرض، أي: جرفه.
يقال دحا اللّه الأرض يدحوها دحوا: إذا بسطها.
25 من ذي القعدة يوم (دحو الارض) :
فقد صرح بأسم هذا اليوم ومعناه الى العالم اجمع ، دستور الاسلام القران الكريم ، باشاراته الصادرة من قبل الله تبارك وتعالى الى البشرية من اجل سعادتهم و نجاتهم ، [ والارض بعد ذلك دحاها ] ، و كذلك ملحقه السنة المطهرة ، حيث بينت عن طريق منظمة الأسوة الحسنة محمد وال محمد (صلوات الله عليهم اجمعين ) ، معنى هذا اليوم وماهيته وجملة التفاصيل الخاصة به .
وقد بينت ان يوم دحو الارض ، كانت اول رحمة نزلت من السماء الى الارض كما عبر عن ذلك الامام علي ( ع ) .
محل الشاهد :
وهناك اراء عن المعنى الحقيقي من دحو الارض منحصرة برأيين تقريبا لا ثالث لهما :
الرأي الاول / هو ان المعنى من دحو الارض بدأ نشأتها ووجودها .
الرأي الثاني / ان المقصود من دحو الارض مدها وبسطها
واعتقد هذا ليس مهم اجتماعيا ابدا ، نعم قد تكمن اهميته الى من هم مهتمين بعلوم الارض او الجيوعلوم ، والتي هي مجموعة العلوم التي تدرس نشأت الارض و تغيراتها و تشكلها و علاقتها بالكون ، ويختص علماء هذا المجال بدراسة العوامل التي كونت مظاهر سطح الارض ، او انشأت تغيرات على سطح الارض و سطح المحيط الى اخر اختصاصاتهم .
واما الراي الخاص بي و الذي اراه ممكن يكون الثالث : انه من ممكن الجمع بين الاراءالسابقه ، ولا ارى مانع من ذلك نقلي او علمي بمعنى بنفس اليوم انشأت و مدت وابسطت
وقلت ليس هذا المهم من الناحية الاجتماعية لعامة الناس ، لان ذلك يخص اهل العلم ، ان اهمية ذلك اليوم والإشارة له وعرضه بهذه الكيفية المؤكدة على اهميته وفضله ووجوده كانت له لعدة اسباب نبينها بنقاط ثلاث :
1/ بيان لاهل العلم وتخصص حقيقة الارض ، والكيفية التي كونتها .
2 / البيان العام الاجتماعي و سنتعرض له لاحقا .
3 / البيان العقائدي ، معرفة ان الاصل بوجود الكون هو الله وليس كما يدعي اهل الشرك والالحاد
وهذه الامور كانت واضحه بأقوال وإشارات منظمة الأسوة الحسنة ، فمن شاء فاليراجع .
محل الشاهد :
ان الفائده المرجوة من هذا البيان الى العموم :
المعرفة انه هو يوم الانطلاقة الاولى لاول رحمة منحها الله تبارك وتعالى الى الانسان ، وعليه من خلال ذلك ، يفهم ان هذا اليوم يوم ايجاد الانسان على الارض بعد ان هيئة له من قبل الله تبارك وتعالى التكوين الصالح لوجوده دون عناء .
وهي متوافقة مع القاعدة القرآنية ( عدم تكليف فوق الطاقة ) ،[ لا يكلف الله نفسا الا وسعها ] ، وفي نفس الوقت تذكير له ان الارض التي تسير عليها لم تكن الا برحمته ، وعليك الاستقامة بخطاك وفكرك و يجب ان يكون ايجابيا ولا تنغر عليها ، [ ولا تمش في الارض مرحا إنك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا ] ، وتكون جبارا و عتيد .
ان هذا اليوم اهتمت الشريعة السمحاء به ، من اجل ان يجعل من الايام التي يراجع الانسان به نفسه ويتوجه الى ربه ويتذكر ان ما يستقر عليه ويتمتع بالعيش به هو من ايجاد الواحد الاحد .
وهناك اهداف عديده نتركها لمناسبات اخرى ان شاء الله .
نسال الله حفظ الاسلام و اهله
نسال الله حفظ ارض العراق وشعبه