حمزة مصطفى ||
مثل كل العالم الديمقراطي يخرج الناس في العراق كل أربع سنوات الى الإنتخابات. الشعارات المرفوعة على قارعات الطرق وأحلام الزعماء هي التغيير والإصلاح وأضيفت لها هذه الأيام الخدمة. في كل العالم الديمقراطي لا أحد يخرج من أجل الإصلاح أو التغيير أو الخدمة. لماذا؟ لأنها تحصيل حاصل أولا ولأنه ليس من ضمن متبنيات الديمقراطية التذكير بالبديهيات. فالحكومات في العالم الديمقراطي هي أصلا حكومات إصلاح وتغيير وقبلها بل وقبل كل شئ حكومات خدمة . الشعوب المقهورة تثور في سبيل التغيير والإصلاح وتقديم الخدمات بدون "قارش وارش" مفاهيمي أو مفاهيم "مفلفة" وأحيانا ملفقة.
الديمقراطية عبارة عن صندوق توضع فيه ورقة تمثل قناعة المواطن. وقناعات المواطن مثل مفاهيمه معروفة بلا لف ولا دوران. المواطن يريد دولة عادلة. لايهمه أن تكون فيدرالية أم مركزية. ويريد حكومة تلبي مطاليبه في العيش الكريم ضمن حدود هذه الدولة ولايهمه مواصفات من يحكم هذه الدولة أو يتولى أمر هذه الحكومة. لايهمه أن يكون طويلا أو قصيرا, نحيفا أم سمينا, عيونه خضر أم سود. كثيف الشعر أم أصلع. الكتل السياسية لا المواطن هي من تضع المواصفات لا المواطن الباحث عن الإصلاح والتغيير والخدمات بدون تنظير وبيانات ومبادرات. المواصفات التي تضعها الكتل لرئيس الوزراء تشبه تماما من لديه "دكمة" يحاول أن يرهم لها "بدلة". الأحزاب السياسية التي تخوض الإنتخابات لديها أصلا زعامات وقيادات هي من ترشحها لتأليف الحكومة لوحدها في حال حققت الأغلبية أو بإئتلاف مع أحزاب أخرى.
نحن في العراق وفي ظل تزاحم المفاهيم بمن فيها الأغلبية والتوافقية والخدمية وسواها من المفاهيم والشعارات نخوض الإنتخابات من أجل الإنتخابات. بعد ظهور النتائج نخوض جولة من الإختلافات والخلافات بحثا عن رئيس وزراء يجب أن يرضى عنه الجميع ولا يرضى عنه الجميع في الوقت نفسه. تتحول مهمة البحث عن رئيس وزراء الى عقدة في كل مناشير العملية السياسية. ففي العراق لايستطيع الفائز الأول من تشكيل حكومة وإختيار الرئيس والكابينة. وفي العراق لاتستطيع 20 كتلة من تشكيل حكومة طالما أن كتلة من نائب واحد أو نائبين غير راض عنه. فالخواطر عندنا هي الحاكمة في الغالب والفواعل كذلك. ليس أمامنا حيال هذا الوضع سوى أن نرفع أكفنا الى السماء ضاربين عرض الحائط كل شعاراتنا الخلابة لنختزلها بنداء واحد فقط .. رئيس وزراء يامحسنين.
ــــــــ
https://telegram.me/buratha