منهل عبد الأمير المرشدي ||
· إصبع على الجرح ..
ما دعاني اليوم لأكتب عن الكاتب المسرحي والناقد الإجتماعي برنارد شو هو ما تمر به العملية السياسية في العراق وما نسمعه ونراه من تصرفات البعض المخزيه وفضائح البعض الآخر التي فاقت كل فضائح حسنة ملص وفيفي عبده وسما المصري وفضيحة دينا وحسام ابو الفتوح .
عمالة البعض وخيانتهم التي تحفز ذاكرتنا العروبية بأول خائن في الجزيرة العربية ابو رغال الذي يوصف عند العرب بأنه رمز للخيانة حتى كانت من أبرز الشعائر في زمن الجاهلية بعد الحج رجم قبر أبو رغال لقبوله ان يكون دليلا لجيش أبرهة الحبشي حاكم اليمن الى الكعبة ليهدمها مقابل المال ليس الا ,
فكان القول المأثور لسيد بني هاشم عبد المطلب ( للبيت ربي يحميه ) فكان عام الفيل ,امر الله وطيور أبابيل وحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول .
مادعاني للكتابة عن برنارد شو هو ما ايقنّا به من نجاسة أشباه الرجال واشباه الساسة وتهافتهم على التنافس والتنابز والصراع والتآمر والإحتراب والتحريض والفتنة والكذب والزور والنفاق لا لشيء الا للمنافع الشخصية والحزبية والتلاهث على نهب الوطن وسرقة المال العام واكل السحت الحرام وبيع كل ماضي العراق وحاضره ومستقبل ابنائه بدراهم معدودة لأسيادهم جماعة العم سام وزنادقة الأعراب وسلاطنة الأغراب .
نعود الى السطر الأول في المقال وما دعاني للكتابة عن جورج برنارد شو وهو كاتب مسرحي وناقد إجتماعي ومفكّر بريطاني الجنسية ولد في اريلندا بتموز من العام 1856 م وحاز على جائزتي الأوسكار ونوبل للآداب .
حكاية صغيرة قرأتها عنه في مذكراته لكنها كبيرة في دلالاتها والمعاني التي تحملها وتوحي اليها وما يمكن الأستخلاص منها الكثير من اوجه الشبه والتشابه في ما نشهده ليس في العراق فحسب بل في امة العروبة والأعراب .
جاء في هذه الحكاية بالنص ان برنارد شو كان جالسا في حفلة رقص وغناء في اكبر ملاهي لندن وجلست بجانبه امرأة فاتنة الجمال وغاية في الإناقة والأغراء فعرض عليها ان تشرب كأسا من النبيذ على حسابه فقبلت ثم ابدى اعجابه الشديد بجمالها والقى عليها بيتين من شعر الغزل استفزت الخمرة في رأسها وزادت من سكرها اي بلغة العراقيين (زحف عليها) فاقترح عليها ان ترافقه الى شقتّه لتقضي الليلة معه مقابل خمسين الف جنيه .
تبسمت بإستحياء شديد وردت عليه ( طبعا بكل سرور) .
عاد بعد دقائق ليسألها , هل من الممكن ان نخفض المبلغ ليكون عشر جنيهات .؟ !! غضبت واحمرت عيناها وصرخت بوجهه .. من تظنني أكون ؟؟ !! قال لها .. سيدتي نحن عرفنا من تكوني لكننا فقط اختلفنا في قيمة الأجر .
انتهت حكاية برنارد شو لأتركها لكم بين يديكم وقارنوا في اوجه الشبه بين تلك المرأة وبين ساسة الأمة وزعماء الأمة وقادة الأمة ولا ارى في ذلك حرجا او خشية من ذنب فقد جاء من بعض رواة الحديث اصحاب الراوي الضرير إنه لا غيبة على السياسي . صحيح متفق عليه من ساسة الترقيع ورجال التطبيع وهمج القطيع .
ــــــــــــ
https://telegram.me/buratha