ماجد الشويلي ||
مركز افق للدراسات والتحليل السياسي
مقتضى الحكمة والمعرفة والبصيرة السياسية تحتم علينا قراءة المشهد السياسي من كل أبعاده . كما وتلزمنا باستحضار كل الإحتمالات المتوقعة
والمؤثرة بشكل مباشر في مجريات العملية السياسية في العراق.
ومن أهم تلك الاحداث والمعطيات المستحدثة هو المسعى الأمريكي الخطير بالتنسيق مع الصهاينة لحمل الأنظمة العربية على تشكيل حلف عسكري لمواجهة التهديد الإيراني _بزعمهم _لتلك الدول.
ورغم أن كل مؤشرات هذا الحلف المشؤوم تتجه صوب إيران، إلا أننا ينبغي علينا الا نغفل بعض التصورات المتعلقة بهذا الشأن وأهمها مايلي:-
أولاً:- أن دول المنطقة وفي مقدمتها السعود لا ترغب في الدخول بمواجهة مباشرة مع الجمهورية الاسلامية،
وبالأخص بعد أن جربت تحالفها مع الغرب ضد اليمن والذي مني بفضيحة وهزيمة كبيرة.
وعلى مايبدو أن الامارات وقطر وحتى الكويت وعمان أكدوا للجانب الايراني في اكثر من مناسبة أنهم لن يكونوا جزءا من أي تحالف ضدهم.
ثانيا:- إن اسرائيل نفسها غير مطمئنة لكفاءة وقدرة وجدية الدول العربية لدعمها في مواجهة ايران، لان هذه الدولة تعلم جيدا حجم ردود الافعال الشعبية تجاه هذا الأمر .
كما تعلم بقدرة ايران على معاقبتها فيما لو انخرطت بهذا التحالف . ولذا فان الصهاينة يلحون على ان تحضر امريكا بنفسها ويسعون بكل حيلة ووسيلة لتوريطهم في مواجهة الجمهورية الاسلامية ليتمترسوا خلفهم.
ثالثا:- من جانبها فان الولايات المتحدة تسعى لتطمين الصهاينة بضم هذه الدول التي يجمعها معهم الخشية من ايران (مابعد الاتفاق النووي)
بنحو يقولون فيه للاسرائيليين لستم وحدكم في مواجهة ايران وانما كل هذه الدول تشاطركم الخشية منها، وان ايران ومعها قوى المقاومة ليس بمقدورها فعل شئ مادمتم متحالفين،
ونحن سنكون معكم ونزودكم باحدث تقنيات الدرع الصاروخية.
رابعا:- الاردنيون اكثر تحمسا من غيرهم لامضاء هذا التحالف الدولي لاسباب عدة، يقف في مقدمتها حاجتهم الملحة للطاقة والموارد الاقتصادية. فهي(الاردن) ليست من دول الخليج، وتعاني من عزلة في محيطها الشامي، وليس لها متنفس الا من الرئة العراقية.
نفسها هذه الاسباب تدعونا للاستدارة قليلا والنظر الى هذا التحالف من زاوية محتملة اخرى؛
هذه الزاوية هي احتمالية ان يكون هذا التحالف ضد العراق نفسه.
فهذه الدول ليس بمقدورها مهاجمة ايران كما اسلفنا، والعراق يشكل موقعا حيويا ومركزيا في قدرة ايران على دعم محور المقاومة وتحويله الى تهديد وجودي لامن اسرائيل،
كما وان العراق هو النظام السياسي الغريب عن المنظومة العربية الحاكمة
في المنطقة، وغير محبب لهم .
وان تعاطوا معه فعن مضض.
وعليه يمكن أن يوجه هذا التحالف في اية لحظة ضد العراق فيما لو وصلت حكومة شعبية تحاول تعميق صلتها بايران وسوريا، او شكلت تهديداً مباشرا لامن اسرائيل.
خامسا:- ان هذا التحالف وفي كل الاحوال سيكون بقيادة اسرائيل، مايعني انه سوف يكون سيفاً مسلطا على رقبة العراق في كل حين .
خاصة وان العراق قد اعلن بكل وضوح انه ليس مع التطبيع، الامر الذي يعمق من غربته ومشاحته لهذه الدول المطبعة جميعا مع اسرائيل.
فالحذر !!!
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha