المقالات

عيد الاضحى فرصة للعودة و التقارب و الانتصار


الشيخ محمد الربيعي ||   إن الأعياد مواسم خير وبركة، تفرح فيها النفوس، وتبتهج بها الأفئدة، وتتلاقى الوجوه والقلوب متسمةً بالسعادة الصادقة ، والبسمة الصافية ، وهذا من فضل الله (عز وجل) على الناس، حيث يقول الحق سبحانه: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} محل الشاهد :  أن نعيش معاني العيد، أن ننفتح على كلّ المفاهيم والتّعاليم الّتي أوصى بها الرّسول الخاتم (ص) وأهل بيته الأطهار، ففي ذلك انفتاح على الإسلام ككلّ، عندها تشعر بحقيقة العيد تتخطّى كلّ الفوارق والحواجز، أن ينعكس العيد إحياءً لكلّ المشاعر الطيّبة والخيّرة الّتي تعمل وتبني بهدي الإسلام ورسالته على كلّ الصّعد، عندها تتحقّق أهداف العيد بهجةً عمليّة في أرجاء الواقع وفي كلّ مساحات الحياة. العيد مناسبة ليحيا المجتمع كلّ معاني الشّكر لله والتقرّب منه، ومن تجلّيات ذلك، أن يتواصل الإنسان مع أرحامه والنّاس من حوله، ليكون المجتمع مجتمعاً متراحماً متشاركاً في الهموم والآمال، مجتمع الإيمان العامر بالنّفوس والعقول، لا مجتمع الأحقاد والتّباعد، فالعيد محطّة روحيّة وتربويّة وأخلاقيّة هامّة، تعمل على جعل المجتمع كياناً وعائلة واحدة، يحارب كلّ مشاعر البغضاء والأحقاد، ويزرع مكانها مشاعر الألفة والمحبّة والعطاء. فهل يعمل المسلمون اليوم على مدّ جسور التّواصل بينهم، ويعيشون بالتّالي معنى العيد الفعليّ في تراحمهم ووحدتهم وتكافلهم؟!.. على الامة الاسلامية التي اجتمع و تجتمع اليوم في الأرض التي احتضنت تاريخ الإسلام، إلى العودة إلى قرآننا الواحد، في كل أوامره بالوحدة، وأن لا يمزق بعضنا بعضا بالفرقة والبغضاء، وأن لا نركن إلى الظالمين وأن لا نسير سير المفسدين، بل يتواضع كل منا للحق، ويحتكم إلى العدل، ويتحرك في سبل الخير، فذلك هو ما يفرضه التوحيد الحقيقي؛ لأن التوحيد ليس أن تلبي وتقول لبيك لا شريك لك باللسان فحسب، وإنما ينطلق ذلك من الإيمان بالقلب، لتخلع من نفسك الهيبة عن كل الذين يتألهون، ويريدون أن يفرضوا العبودية على شعوبنا ومجتمعاتنا، لتكون ألعوبة لسياساتهم، ووقود لحضارتهم، ومالا يحرك مصانعهم، لتحقيق أحلام السيطرة لديهم على مواقع الأرض، ومقدرات الشعوب والأمم، ودفع أمتنا إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني ليكون الأقوى وسط دول عربية وإسلامية مشرذمة ومنقسمة.  ان الدروس التي نستلهمها من الحج اليوم هو إن الحج فرصة لنا لننتقل إلى معنى الإسلام الإبراهيمي، الذي ذبح كل ذاتياته لأجل الله، وأعطى كل ما يملك لنيل رضاه، وكسر كل أصنام الأرض لإعلاه راية التوحيد.. ولننشر السلام في جنبات بلاد المسلمين، فقد آن الأوان لصحوة العقل والتعقل، والخروج من المكابرات والأنانيات والصراعات الداخلية التي لم نجنِ منها سوى الويلات، والمزيد من الدماء، وهتك الحرمات. على الجميع التحابب والتكاتف والعمل معا من اجل النجاح و الانتصار والبناء ، وجعل محطات الاعياد فرصة للرجوع لله تعالى وترك انانية النفس الامارة بالسوء الصاغية للشيطان و المتوجهه بصاحبها نحو الخسران ... على كل سياسي ان يفكر بمصلحة الاسلام و البلد وان يترك مصلحة نفسه اوجهته فقط ضمن نطاق التفكير بمبدأ المصالح الخاصة  اللهم احفظ الاسلام و اهله  اللهم احفظ العراق و شعبه
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك