قاسم الغراوي *||
*كاتب / محلل سياسي
لا اعتقد ان ادارة الرئيس بايدن جادة وصادقة في فرض فرص السلام في منطقة الشرق الاوسط والخليج مادامت تفكر بازدواجية المعايير.
فف الوقت الذي تدعو فيه للسلام تساند الكيان الصهيوني للاستقواء على الفلسطينيين وكذلك تمنحها فسحة لتشترك بحلف (ناتو) مع دول الخليج ضد تهديدات محتملة
فما هذه هي التهديدات المحتملة ؟
من المؤكد في نظر بايدن كما هي الادارات السابقة للادارة الامريكية ونظر اسلافه بان ايران تشكل تهديدا للامن والاستقرار في الوقت الذي تمارس فيه الحصار وعملية الضغط القصوى ضد جمهورية ايران الاسلامية وتعرقل المفاوضات بشان السلاح النووي وبالمقابل تسعى فيه ايران لبناء جسر للتواصل مع دول الخليج من خلال الزيارات واخرها تقارب وجهات النظر بين المملكة العربية السعودية وجمهورية ايران الاسلامية يطالعنا بايدن بتصريحات تربك اجواء السياسة ومواقفها ليعود ويتهم ايران في محاولة لعرقلة الاجواء الايجابية بينها وبين دول الخليج .
كيف يدعو للسلام وهو يفكر في تسليح دول الخليج العربي بمليارات الدولارات لوجود تهديد محتمل .
والواقع ان التهديد الحقيقي حينما تعطي حجما اكبر للكيان الصهيوني وتقف الى جانبه ليمارس نشاطه وتواجده واتفاقياته مع دول الخليج وبذلك يشكل تهديدا لامن المنطقة ،وحينما يصول ويجول في اجواء لبنان والعراق ويقصف في سوريا بدون رادع او استنكار او تنديد .
اعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن أهداف زيارته لمنطقة الخليج والذي نشرته صحيفة واشنطن بوست ، اكد بايدن على اتباع وممارسة سياسة الضغط الاقتصادي والدبلوماسي ضد إيران وهذا يتعارض مع تعبيره عن رغبة هذا البلد في إحياء الاتفاق النووي، ولاغرابة فان هذه التصريحات تعد استمرار لسياسة الضغط الأقصى الفاشلة التي بدأت في إدارة ترامب ضد إيران.
ويحمل بايدن في زيارته للسعودية عدة ملفات، الطاقة وزيادة الإنتاج لسد النقص في إمدادات الخام ، وبناء اكبر تحالف أمني دولي في منطقة الشرق الأوسط بما فيها إسرائيل في مواجهة الإرهاب في المنطقة !!؟؟ .
وكما تحدثت الصحف الإسرائيلية
عن زيارة الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط : "الزيارة حاسمة لبايدن أكثر من أي أحدٍ آخر. إنه ملزم بإعادة صورة القوة الأميركية، وإقناع السعودية بإنتاج
المزيد من النفط، وتبديد المخاوف المتزايدة من
إيران، وتقليص دخول الصين، وإضعاف روسيا، وفي
الأساس التعهد بأنّ الولايات المتحدة هنا لكي تبقى
واكد بايدن إن إدارته ستواصل زيادة الضغط الدبلوماسي والاقتصادي حتى تعود إيران إلى الامتثال للاتفاق.
ومن قال ان ايران لاترغب في مواصلة مشوار المفاوضات وانتم تعرقلونها بشروطكم وتعجيزكم
إن الحكومة الأمريكية السابقة، بانسحابها أحادي الجانب من الاتفاق النووي، تسببت بالفعل في إلحاق أضرار جسيمة باستراتيجية الدبلوماسية متعددة الأطراف لحل الخلافات ، وكذلك الحكومة الأمريكية الحالية تتبع نفس النهج مع استمرار ممارسة الضغوط الاقتصادية وسياسة فرض الحظر علی إيران.
أن منطقة الشرق الأوسط لن تكون أكثر أمنا واستقرارا إلا من خلال قيام أمريكا بإنهاء سياستها في خلق الانقسام بين دول المنطقة، ووقف تدفق الأسلحة إلى بعض دول المنطقة، واحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها، والتخلي عن سياسة الدعم غير المشروط للكيان الصهيوني، وإنهاء سياستها في خلق موجة الترهيب من إيران (إيرانوفوبيا).
وحينما يصرح بايدن حول دور الولايات المتحدة الأمريكية في القضاء على منظمة داعش الإرهابية وكبح جماح الإرهاب في المنطقة، تنفي مزاعمه ومصداقيته تصريحات الرئيس السابق الأمريكي دونالد ترامب ووزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون بشأن دور هذا البلد في إنشاء داعش تتناقض مع مزاعم بايدن في هذا المجال.
ورغم ان بايدن زعم أن إيران أصبحت معزولة الا انها في الحقيقة استطاعت ان تتعامل مع هذه العقوبات بعقلية وتخطيط وتتماشى مع الوضع المفروض وبدات توسع علاقاتها الاقتصادية والسياسية، ولازالت تشكل تحديا وعقبة امام امريكا والكيان الصهيوني.
لازالت سياسة الولايات المتحدة الخاطئة مسببة للأزمات ، لاتتغير وهي المسؤولة الرئيسية عن عدم الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط بعد تواجدها فيه.