يوسف الراشد ||
هو اليوم الثامن عشر من ذي الحجّة وعند رجوع رسول اللَّه(ص ) من حجّة الوداع وهي الحجة الاخيرة التي اتمها الرسول الاعظم وغادر الحياة الدنيا ليلتحق بالرفيق الاعلى ،، جاء الامر الرباني وهبوط الوحي جبرئيل(عليه السلام) على النبيّ محمد (ص ) وقت الظهر من ذلك اليوم وأمره أن يبلغ امر السماء بتنصيب علي أمير المؤمنين(عليه السلام) وعلماً للناس بعده .
ونزلت الايه الكريم (اليَوْمَ أكمَلتُ لَكُمْ دينَكُمْ وَأتمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتـي وَرَضيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دينا ) وهو اليومُ الذي أكملَ اللهُ فيه الدينَ وأتمَّ علَى ألامّة النعمةَ ورَضِي لهُم الإسلامَ دينا وجاء عيد الغدير بخير الدنيا وخير الاخرة وهو من اعظم الفرائض التي فرضها الله على المسلمين ولاية امير المؤمنين .
ونفذ الرسول الاكرم (ص ) ما امرت به السماء وافرد خيمة لعلي وجاء المسلمون واحدا بعد واحد ليبايعوا علي ابن ابي طالب اميرا وخليفة واماما بعد رسول الله ولكن هل التزم المسلمين الذين بايعوا علي (ع ) في غدير خم ام كانوا اول المنقلبين والناكثين والغادرين والممتنعين من تنفيذ امر السماء وامر رسول الله بهذا التنصيب الرباني وهذا العيد ( ما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) .
وهكذا وبمجرد وفاة الرسول ( ص ) انقلب القوم على اعقابهم كما ذكرتهم الاية المباركة ( وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل فان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم ومن ينقلب على عقبيه لم يضر الله بشيء ) ونقلبت الامة وحصل ما حصل .
وفعلا فان الامة انقلبت على امر السماء واجتمعوا في السقيفة ولا زالت روح رسول الله بينهم لم تفارق الجسد الطاهر وجرى ما جرى بعد ذلك على الامة الاسلامية من مصائب وفتن وقتل وتناحر وكان يتصوا الكافرون ان الدين الاسلامي سيضمحل وسينتهي بموت الرسول (ص ) وستعود الجاهلية الاولى .. ( الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ) وبذلك فقدوا الأمل في إمكان عودة الأمور إلى صالحهم وأدركوا أن دين الإسلام باق راسخ.
فلو أن الامة التزمت بما جاء في عيد الغدير وما رسمت السماء لعاش المسلمون في نعيم واكلوا من النعم والخيرات ورفاه ولساد السلام والأمان ربوع ارض المسلمين ولما عشنا اليوم هذه المأساة وإراقة الدماء والحروب ولما تألمنا لمعاناة الفقر والأمراض .
( ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب ) فتكريم وتعظيم عيد الغدير هو لاحياء شعيرة من شعائر الاسلام ولأدائهم طاعةً من الطاعات ولقيامهم بفريضة من الفرائض ولمبايعتهم لأمير المؤمنين علي (عليه السلام) ولأدائهم فريضة الولاية وهي من أهم وأعظم الفرائض التي فرضها الله (تعالى) على المسلمين .
وعلى جميع المسلمين احياء مراسيم هذا اليوم واضهاره بالشكل اللائق واقامة مظاهر الفرح والزينة وتوزيع المساعدات على المحتاجين واقامة الدوارات التعريفية والدينية وحث الشباب على الاغتراف من علم علي وانسانية علي وورع وعبادة علي وحلمه وتسامحه وكرمه وجودة وعلى وسائل الاعلام والفضائيات ووسائل الاتصال والفيسبوك تكثيف المشاهدات والتعليقات والاتصال .
اللهم اجعلنا ممن يحق الحق ويتبعة ويسير على منهج الاولياء والصالحون واجعل هذا البلد امنا وبعد عنه كل من يريد به وباهله السوء والبلاء وخذ بيد علماءه ومثقفيه واساتذته والمخلصين منهم نحو البناء والاعمار والازدهار وبعد عنه الخونة والمتامرين واللصوص انك حميد مجيد .