المقالات

تعاليم من خيال غديري ..!


طالب رحمة الساعدي (محمد شرف الدين)||   هذا الاسبوع هو اسبوع الغدير اسبوع عيد الله الاكبر، عيد غدير خم، حيث تحتفل الناس بذكرى تلك الحادثة التأريخية المعروفة حادثة الغدير، حيث قول الحق تعالى لنبيه الاعظم " يا ايها الرسول بلغ ما انزل أليك فان لم تفعل فما بلغت ..."  وحيث صوت الرسول الكريم جاهراً بكلمة " فمن كنتُ مولاه فعلي مولاه... اللهم والي من والاه ..."  أقامت اللجنة التنظيمية في رابطة " أخت يُوسُف " حفلاً بهيجاً للطالبات الجامعيات وعلى قاعة الكلية،  وبعد ان تلت الاخت زهراء ما تيسر لها من آيات القرآن الكريم، طلبت عريفة الحفل من الاخت زينب ان تلقي كلمة الحفل. وبعدها باشرت الدكتور نرجس ببرنامج تفاعلي في الحفل الطيب، والذي هو عبارة عن ذكر موقف غديري – كل طالبة تذكر موقف حصل لها في عيد الغدير،  فبدأت الدكتورة مع الاخت الحقيقية ليُوسُف الشهيد، وهنا تفاجأت فاطمة، حيث انها لم تكن في فقرات البرنامج. -الدكتورة: يا أختَ يُوسُف اذكري لنا موقفا قد حصل لكِ في احد أيام عيد الغدير الاغر، -فاطمة – وهي تمسح دموعها-: ارجو المعذرة ايها الاخوات فاني لم استعد لمفاجأة الدكتورة نرجس فهي دائماً تعلمنا شيء جديد، ونزولاً عند رغبتكم جميعاً سوف اذكر لكم موقف حواري قد حصل في مثل هذه المناسبة العظيمة بيني وبين عزيزي وقرة عيني " يُوسُف" رحمه الله، حيث كان العام الاول لبلوغي سن التكليف، -الجميع يفرح ويطلب من فاطمة الصعود الى المنصة، وهم يرفعون اصواتهم بالصلاة على محمد وال محمد. -فاطمة: في ليلة مقمرة بقمرها المنير وبالعيد الاكبر وبوجود أخي يُوسُف، حيث انه كان يتأخر في العمل لانه كان يعمل في احدى المؤسسات الدينية الثقافية لنشر ثقافة الاسلام المحمدي الاصيل، ولكن في هذه الليلة رجع مبكراً لانه يريد ان يذهب الى زيارة المولى امير المؤمنين سلام الله عليه فجراً بمناسبة عيد الغدير الاغر، ولكوني سعيدة بكل هذه المناسبات، أردتُ ان اتزود من بركات هذه الليلة وهذا العيد العظيم، فقلتُ لأخي يُوسُف السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، واسعد الله ايامكم بهذا العيد الكبير -يُوسُف: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، والحمد ىلله الذي جعلنا من المتمسكين بولاية امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام، اهلا يا اختي الطيبة،  -فاطمة: عفوا يا يُوسُف في بالي سؤال مهم وأريد ان اعرف جوابه منك. -تفضلي ... -كيف نبايع امير المؤمنين عليه السلام، ونحن في هذا العصر المتطور والمتقدم علماً وتكنلوجياً وغيرها؟ -وهنا ذكر كلمات خاصة بي اعتذر عن ذكرها يا اخواتي..... -يُوسُف: فاطمة  يا عزيزتي قد وضعتيني في موضعٍ انا لستُ اهلاً له تماماً، لان هكذا سؤال يوجه الى أهل الاختصاص، ولكن اسمحي لي بمحاولة للاجابة عنه، وفي نفس الوقت ينبغي ان نجعل عذه المبحاثة الدينة لله تعالى، حتى يكون من ضمن أعمال هذه الليلة المباؤركة،  -أعلمي يا اختي ان المبايعة والموالاة لا تكون إلا بين طرفين، وهذا واضح جداً، ونحن إذ نبايع او نوالي الرسول الاعظم او اهل البيت عليهم السلام أجمعين فهم الطرف الاول للمبايعة ونحن الطرف الثاني، أليس كذلك يا فاطمة؟ -نعم... -والان يأتي سؤالكم المهم وهو كيف تحصل المبايعة والموالاة منا نحن الطرف الثاني ، وحسب ما ذكرتي المتطورون علما والمتقدمون تكنالوجياوصناعياً لشخصٍ قد رحل عن الدنيا قبل اكثر 1300سنة، ثم ذهب الى المكتبة واخذ المصحف الشريف وقلًب بعض اوراقه وقرأ الآية الكريمة  " يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ يُبايِعْنَكَ عَلى‏ أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَ لا يَسْرِقْنَ وَ لا يَزْنِينَ وَ لا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَ لا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَ أَرْجُلِهِنَّ وَ لا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبايِعْهُنَّ وَ اسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ "      أعلمي يا فاطمة  بالنسبة للنبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم و الأئمّة المعصومين المنصوبين من قبل اللّه تعالى لا حاجة لهم بالبيعة، أي أنّ طاعة النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم و الإمام المعصوم و المنصوب من قبل اللّه واجبة سواء على من بايع أو لم يبايع! و بتعبير آخر: إنّ لازم مقام النبوّة و الإمامة وجوب الطاعة كما يقول القرآن الكريم: أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ‏ . فماهية البيعة هي نوع من العقد و المعاهدة بين المبايِع من جهة و المبايَع من جهة أخرى، و محتواها الطاعة و الإتّباع و الدفاع عن المبايَع، و لها درجات طبقا للشروط الذي يذكرونها فيها . فالمبايعة والموالاة بيننا نحن الفقراء الى الله مع ذلك الرجل العظيم الذي لا يعرفه إلا الله ورسوله صلى اله عليهما وآلهما، تكون بالفعل والعمل لا بالقول ومد اليد فقط، وهذا ما ذكره الحق تعالى في الاية المباركة، فقد ذكر المفسّرون أنّ هذه الآية نزلت يوم فتح مكّة عند ما كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم على جبل (الصفا) يأخذ البيعة من الرجال، و كانت نساء مكّة قد أتين إلى رسول اللّه من أجل البيعة فنزلت الآية أعلاه، و بيّنت كيفية البيعة معهن‏ ، -فاطمة: وما هي كيفية البيعة ؟ -أنّ الآية الكريمة ذكرت ستّة شروط في بيعة النساء، يجب مراعاتها و قبولها جميعا عند البيعة و هي: 1- ترك كلّ شرك و عبادة للأوثان، و هذا شرط أساسي في الإسلام و الإيمان. 2- اجتناب السرقة، و يحتمل أن يكون المقصود بذلك هو سرقة أموال الزوج، لأنّ الوضع المالي السي‏ء آنذاك، و قسوة الرجل على المرأة، و انخفاض مستوى الوعي كان سببا في سرقة النساء لأموال أزواجهنّ، و احتمال إعطاء هذه الأموال للمتعلّقين بهنّ. 3- ترك التلوّث بالزنا، إذ المعروف تأريخيا أنّ الانحراف عن جادّة العفّة كان كثيرا في عصر الجاهلية. 4- عدم قتل الأولاد، و كان القتل يقع بطريقتين، إذ يكون بإسقاط الجنين تارة، و بصورة الوأد تارة اخرى (و هي عملية دفن البنات و الأولاد أحياء). 5- اجتناب البهتان و الافتراء، و قد فسّر البعض ذلك بأنّ نساء الجاهلية كنّ يأخذن الأطفال المشكوكين من المعابر و الطرق و يدّعين أنّ هذا الطفل من أزواجهنّ (و هذا الأمر محتمل في حالة الغياب الطويل للزوج). و قد اعتبر البعض ذلك إشارة إلى عمل قبيح هو من بقايا عصر الجاهلية، حيث كانت المرأة تتزوّج من رجال عدّة، و عند ما يولد لها طفل تنسبه إلى أيّ كان منهم، إذا ضمنت رغبته بالطفل. و مع الأخذ بنظر الإعتبار أنّ مسألة الزنا قد ذكرت سابقا، و لم يكن استمرار مثل هذا الأمر في الإسلام ممكنا، لذا فإنّ هذا التّفسير مستبعد، و التّفسير الأوّل أنسب بالرغم من سعة مفهوم الآية الشريفة الذي يشمل كلّ افتراء و بهتان. كما أنّ التعبير ب بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَ أَرْجُلِهِنَ‏ يمكن أن يكون إشارة إلى أطفال أبناء السبيل، حيث تكون وضعية الطفل الرضيع عند رضاعته في حضن امّه بين يديها و رجليها. 6- الطاعة لأوامر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم التي تبني الشخصية المسلمة و تهذّبها و تربّيها على الحقّ و الخير و الهدى، و هذا الحكم واسع أيضا يشمل جميع أوامر الرّسول، بالرغم من أنّ البعض اعتبره إشارة إلى قسم من أعمال النساء في عصر الجاهلية كالنوح بصوت عال على الموتى، و تمزيق الجيوب و خمش الخدود و ما شابه، إلّا أنّ مفهوم الطاعة لا ينحصر بذلك.  وكما تعلمين يا عزيزتي فاطمة ان مفهوم " طاعة الرسول صلى الله عليه واله وسلم " غير مقتصر على ما هوموجود في زمانه وعصره صلى الله عليه واله ، بل يمتد الى  يوم القيام كما ورد في الحديث " حلال محمد حلال الى يوم القيامة، وحرامه حرام الى يوم القيامة "  وعليه يكون ارتداء النساء للحجاب طاعة للرسول الاعظم صلى الله عليه واله لانه قد أمر به من قبل 1400 سنة يا اختي . -وكيف أمر الرسول صلى الله عليه واله بالحجاب ؟ -انظري قوله تعالى في سورة الاحزاب  ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾الأحزاب: 59  أمّا المراد من «الجلباب» فقد ذكر المفسّرون و أرباب اللغة عدّة معان له: 1- أنّه «الملحفة»، و هي قماش أطول من الخمار يغطّي الرأس و الرقبة و الصدر. 2- أنّه المقنعة و الخمار. 3- أنّه القميص الفضفاض الواسع‏ . و مع أنّ هذه المعاني تختلف عن بعضها، إلّا أنّ العامل المشترك فيها أنّها تستر البدن.  و تجدر الإشارة إلى أنّ «الجلباب» يقرأ بكسر الجيم و فتحها. إلّا أنّ الأظهر أنّ المراد هو الحجاب الذي يكون أكبر من الخمار و أقصر من العباءة، كما ذكر ذلك صاحب لسان العرب. و المراد من (يدنين) أن يقربن الجلباب إلى أبدانهن ليكون أستر لهنّ، لا أن يدعنه كيف ما كان بحيث يقع من هنا و هناك فينكشف البدن، و بتعبير أبسط أن يلاحظن ثيابهنّ و يحافظن على حجابهنّ.  الى هنا ننتهي الى ان الالتزام بالحجاب الشرعي والمحافظة عليه من موارد المبايعة والموالاة لمولانا امير المؤمنين عليه السلام. والسلام عليكم يا فاطمة ونسألكم الدعاء. ومنذ ذلك اليوم وانا اجدد البيعة والموالاة لامير المؤمنين سلام الله عليه بهذا البند من العهد والبيعة بيننا وبينه، ارجو من الحق تعالى ان يرحم ذلك الاخ والمعلم الشهيد يُوسُف فإنه كان يعتقد ان جهاده هو بند المبايعة لمولاه يعسوب الدين عليه السلام، الى نال وسام الشهادة. وكذلك الرحمة ورفع الدرجة لكل الشهداء،  والمغفرة والفائدة لكم جميعاً. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك