الشيخ محمد الربيعي ||
"يا أيّها النّاس، إنَّ الله مولاي وأنا مولى المؤمنين، وأنا أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فهذا مولاه ـ يعني عليّاً ـ اللّهمّ والِ من والاه، وعادِ من عاداه".
محل الشاهد :
سنجعل الكلام على شكل اسالة تخص المناسبة و سنجيب عليها ليتضح بالنتيجة كيف بمكن ليكون الامام علي ( ع ) ، رمز الوحدة الاسلامية :
▪️سؤال مهم : كيف نفهم الغدير
الجواب :
نحتاج إلّا إلى أن نرجع إلى حياة عليّ(ع)، وإلى الكثير من المواقف التي كان رسول الله(ص) يؤكِّد فيها تقديم عليّ على غيره في عناصر القيمة الأساسيّة. ويروي المسلمون عن النبيّ(ص) أنّه قال: "أنا مدينة العلم وعليّ بابها"، وأنّه قال لعليّ: "أما ترضى أن تكون منّي بمنـزلة هارون من موسى، إلا أنّه لا نبيّ بعدي"، وأنّه قال: "عليّ مع الحقّ والحقّ مع عليّ يدور معه
وقد شاء الله أن يتربّى عليّ على يدي رسول الله(ص) وهو طفل صغير، لم تنبت بعدُ أسنانُه، فنشأ في حضن رسول الله، يُكنِفُهُ فراشَه، ويُشمّه عَرفَه، ويُلقي إليه في كلّ يومٍ علَماً من أخلاقه، وكان يتّبعه اتّباع الفصيل أثَر أمّه؛ حتّى كان عقلُ عليّ من عقلِ رسول الله، وروح عليّ من روح رسول الله، وتطلّعاته من تطلّعاته، وخطّه من خطّه. وبذلك، لم يتلوّث عليّ بجاهليّة، ولم يسجد لصنم، ولم يشرك بالله طرفة عين".
▪️سؤال اخر ماهو دور الامامة ؟
الجواب :
الامامة تمثل في حقيقتها تكامل لدور النبوة ، في سبيل بناء المجتمع الإسلامي والإنساني.
فولايتنا لعليّ(ع) هي ولاية للإسلام بكلّ مفاهيمه وقيمه، وتستدعي هذه الولاية الإحساس بالمسؤوليّة والإخلاص في العمل، والوعي في الحركة ولذلك، كان عليّ(ع) هو المؤهّل لخلافة النبيّ(ص) .
▪️سؤال ماهو دور الخليفة ؟
الجواب :
دور الخليفة ليس أن يحكم فقط، وإنّما أن يعمل على تعميق الإيمان في حياة النّاس، وأن يكمل بناء المجتمع الإسلاميّ على قاعدة راسخة؛ لأنّ مرحلة النبوّة ـ بكلّ تحدّياتها وحروبها وأوضاعها ـ لم تستكمل مسيرتها في بناء الفرد والمجتمع بشكلٍ نهائيّ، وإنّما هيّأت السّاحة لذلك البناء.
▪️سؤال : لماذا نوالي الامام علي( ع ) ؟
جواب :
ولذلك، فنحن لا نوالي عليّاً لقرابته أو فروسيّته، بل لأنّه إمامٌ للمسلمين حتّى وهو خارج الخلافة، يمثّل قوله الحجّة عند اختلاف النّاس، ويمثّل فعله المحجّة البيضاء إذا مال النّاس، وهو القدوة ـ بعد رسول الله ـ في كلّ ما انفتح عليه في حركة العلم والإدارة والإخلاص للإسلام والمسلمين، وهو الّذي قال: «علّمني رسولُ الله ألفَ بابٍ من العلم، يُفتح لي من كلِّ بابٍ ألفُ باب»، وهو الّذي جمّد مطالبته بالخلافة ـ وهي حقّه ـ لمّا رأى راجعة النّاس قد رجعت عن الإسلام، يدعون إلى محق دين محمّد(ص)، وقال: «فخشيت إن لم أنصرِ الإسلامَ وأهلَه، أن أرى فيه ثلماً أو هدماً تكون المصيبة به عليّ أعظم من فوت ولايتكم، التي إنّما هي متاع أيّام قلائل، يزول منها ما كان، كما يزول السّراب، أو كما يتقشّع السّحاب، فنهضت في تلك الأحداث، حتى زاح الباطل وزهق، واطمأنّ الدين وتنهنه»، وهو الّذي قال: «لأسلمنّ ما سلمتْ أمورُ المسلمين ولم يكن فيها جورٌ إلا عليَّ خاصّة».
▪️سؤال كيف يكون الامام علي ( ع ) رمز الوحدة الاسلامية ؟
الجواب :
على ضوء ماجاء في جواب السؤال السابق وفي ضوء ذلك، نتعلّم من عليّ خطّ الوحدة الإسلاميّة، لننفتح على من نختلف معه بالحوار، ولنؤكّد ما يجمعنا في سبيل حفظ الإسلام في مواجهة التحدّيات التي تعصف اليوم بالأمّة، ولا تفرّق بين مذهبٍ وآخر، ولا بين مسلمٍ ومسلم.
إنّ عليّاً(ع) يُمكن أن يكون رمز وحدتنا الإسلاميّة؛ لأنَّ المسلمين جميعاً لا يختلفون على احترام عليّ وتقديمه على غيره. وإذا كان المسلمون قد اختلفوا على عليّ في التّاريخ، في مسألة الخلافة والإمامة، فإنَّ بإمكاننا اليوم أن نتوحَّد من خلاله، وانطلاقاً من منهجه الّذي أكّده في الواقع".
والحمد لله على ولاية علي بن ابي طالب ( ع ) ، ونسال الله الثبات وحسن العاقبة .
اللهم احفظ الاسلام واهله
اللهم احفظ العراق وشعبه
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha