قاسم الغراوي ||
كاتب /محلل سياسي
قراءة للواقع الجديد بعد ترشيح السيد محمد شياع السوداني لمنصب رئاسة مجلس الوزراء .
السيد السوداني من الشخصيات المعتدلة في خطابها وغير متزمت ويرتبط بعلاقات ايجابية مع الكتل السياسية ومنحته تجربة الادارة من خلال الخبرة التراكمية في غالبية مفاصل الدولة من محافظ ، الى وكيل وزير ، وثم وزير ، فرصة لاتقان مهارة الادارة . وهذا لايعني ضمان النجاح في هذه مهمتة العسيرة وهي رئاسة الوزراء
سيواجه السوداني صعوبات في اتجاهين
الاول : التفاوض مع الكتل السياسية وفق ثقلها الانتخابي وترشيح الوزراء للكابينة الوزارية ومدى تطابق مواصفات الوزراء ضمن رؤية السيد محمد شياع السوداني .
ثانيا : مدى قدرة السيد السوداني على تطبيق برنامجه الحكومي الذي اقره الاطار التنسيقي على اعتبار انه خدمي هذا من جهة ، ومن جهة اخرى كيف يمكن امتصاص غضب الشارع وضغطه في حالة عدم الالتزام بالوعود والقرارات والخدمات التي يقدمها في برنامجه الحكومي من اجل المواطنين ، اذا اخذنا بنظر الاعتبار ان التيار الصدري متاهب لتثوير الشارع ضد الحكومة الجديدة للضغط عليها باجراء انتخابات مبكرة بعد ان خسر مقاعده في البرلمان.
من الصواب ان نمنح الرجل فرصة ومن الاجحاف التعامل معه على انه شخصية (حزبية ) بل هو شخصية (مستقلة) وهو يمثل جميع العراقيين اذا استطاع ان يحتويهم ويعالج معاناتهم ويحل اشكاليات البلاد وازماته المتلاحقة .
وبما انه نتاج المرحلة ونتاج ترشيح الاطار الكتله الاكبر على الجميع احترام هذا الخيار والوقوف الى جانبه لاجتياز هذه المحنة ، ودعمه لان في فشله دخول البلد بازمة وغلبة للفاسدين وابناء السفارات .
السوداني تم ترشيحه والبلد يمر بتحديات كبيرة سياسية واقتصادية ودبلوماسية وامنية مما يقتضي الوقوف الى جانبه لانجاح مهمته في المرحلة المقبلة.
لم تكن المهمة سهلة ابدا وسوف يصطدم السوداني بمجموعة الارادات الحزبية المختلفة ،وهذا يقضي منه التنازل عن بعض الامتيازات لارضاء الاطراف الاخرى التي قبلت به كمرشح لرئاسة الوزراء .
هل سيختلف السوداني عمن سبقه في الحكومات السابقة وهل سينجح في مهمته الصعبة وما الذي يمكن ان يقدمه لنيل رضا شعبه بعد معانات طالت وتضخمت واثرت في حياته.
ملفات الفساد ، والبناء والاعمار ، والموازنة والسياسة الخارجية وعلاقة الاقليم بالمركز ، قوانين معطلة ، وقانون النفط والغاز ، والقانون الانتخابي القادم اضافة الى حصة الاقليم من الموازنة.
يتحمل السوداني المسؤولية لانه قبل المنصب عن رضاً ومع كونه لا يملك خبرة في جانب العلاقات الخارجية ،لذا من الواجب تفعيل العلاقات العربية .
والتواصل مع دول الجوار وتنشيط الاستثمار والاعتماد على الطاقات الشبابية لانجاز مهام البناء والاعمار .