مازن الولائي ||
إذا كان مقياس رب العزة والكرامة الجبار المنتقم "الذرة" تلك التي لا تراها العيون أو تناهت بالصغير حتى لا تُعد من الأوزان! ( وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) الزلزلة ٨. هذا مقاسه في عمل الخير والشر، إذا ماذا ينتظر من يرتكب الكبائر، والجرائر، والموبقات، والقتل والتحريض عليه؟! ألم يقرأ رواية المعصوم التي تتكلم عن من تكلم وشارك في رواية عن شخص أنتبه روايه وليس تحريض ودفع باتجاه قتل أمة من البشر ممن يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن عليا ولي الله! والأهداف سياسية لا شرعية فيها أو تحت راية الشريعة أو من ينوب عنها كالمجتهد في حال حربه مع أعداء الإسلام وليس حربا مع المسلمين محرمي الدماء!!!
روي عن أبي جعفر عليه السلام يقول: يحشر العبد يوم القيامة وماندا دما، فيدفع إليه شبه المحجمة أو فوق ذلك فيقال له: هذا سهمك من دم فلان، فيقول: يا رب إنك لتعلم أنك قبضتني وما سفكت دما، فيقول: بلى، سمعت من فلان رواية كذا وكذا فرويتها عليه فنقلت حتى صارت إلى فلان الجبار فقتله عليها، وهذا سهمك من دمه.
كيف لإنسان لازال عقله يمييز ويفهم الأمور يعلم أنه وافد لا محالة لله سبحان الله وتعالى الذي سيسأله عن كل شيء ( وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ) الكهف ٤٩ .
كيف وصل من وصل منا لهذا المستوى ليجيز نفسه ويعطيها إذن لقتل الغير تردد فيه حتى المعصوم ونائبه! أي عذر سوف نقدمه لو حان يوم الحساب؟!
( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ) النساء ٩٣ .
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمتم بنصر ..