فهد الجبوري ||
وسائل الاعلام العالمية : اقتحام البرلمان من قبل اتباع الصدر قد دفع بالعملية السياسية في العراق الى مركز الصدارة ، وعمق اكثر من أزمته السياسية
مازالت وسائل الاعلام العالمية تتابع باهتمام تطورات المشهد السياسي العراقي والتعقيدات الجديدة الناجمة عن قيام اتباع مقتدى الصدر باقتحام مبنى مجلس النواب في المنطقة الخضراء في العاصمة بغداد .
وفي إطار تغطيتها لهذا الحدث ، قالت وكالة اسوشييتد بريس الأمريكية أن المحتجين من اتباع التيار الصدري قد أعلنوا اعتصاما مفتوحا داخل البرلمان العراقي وذلك بهدف عرقلة واحباط تشكيل الحكومة الجديدة من قبل منافسيهم في الإطار التنسيقي الذي يضم المجموعات المدعومة من قبل ايران .
وقالت أن هذه التطورات قد قذفت بالعملية السياسية الى مركز الصدارة ، وأغرقت البلاد على نحو أعمق في أزمة سياسية مع تنامي الصراع على السلطة بين المجموعات الشيعية الرئيسية .
وأشارت الوكالة أن السيطرة على البرلمان قد أظهرت أن الصدر يستخدم اتباعه كورقة ضغط ضد منافسيه في الإطار التنسيقي ، بعد فشل حزبه في تشكيل الحكومة بالرغم من أنه حصل على اعلى عدد من مقاعد البرلمان في الانتخابات التي جرت في اكتوبر الماضي .
قناة الجزيرة باللغة الإنكليزية نشرت تقريرا مفصلا عن حادثة اقتحام البرلمان من قبل اتباع مقتدى الصدر وقالت أن المئات منهم قد نصبوا الخيام ويستعدون لاعتصام مفتوح ، ويقومون بتعقيد الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد .
وقالت أن اتباع الصدر يعارضون ترشيح السيد محمد شياع السوداني لمنصب رئيس الوزراء من قبل الإطار التنسيقي .
ويقول مراسل الجزيرة محمود عبد الوهاب في تقرير له من داخل البرلمان اليوم أن المحتجين قد تعهدوا بعدم مغادرة بناية البرلمان حتى تلبى جميع مطالبهم ، مضيفا أن المحتجين كانوا يرددون هتافات ضد الإطار التنسيقي وضد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي مشيرين الى أن السوداني هو نسخة مطابقة للمالكي .
ويشير الى أنه بالرغم من دعوات التهدئة التي صدرت من جهات داخلية ودولية ، لم يكترث هؤلاء المحتجون لها ويبدو أنهم مصممون على الاعتصام حتى تلبى مطالبهم حسب تعبيرهم .
وتنقل القناة عن احمد رشدي ، رئيس مؤسسة دار الخبرة العراقية قوله أن هناك ثلاثة قضايا عند المحتجين لإنهاء " لعبتهم " : وهي الإبقاء على مصطفى الكاظمي رئيسا للوزراء ، والحفاظ على مفوضية الانتخابات ، وعلى قانون الانتخابات .
ويقول إن الأضلاع الثلاثة في هذا المثلث مهمة جدا لكسب أكثر من ١٠٠ مقعد في الانتخابات القادمة ، التي يقول الصدريون أنها سوف تحصل في غضون ثلاثة الى ستة أشهر . وهي تظهر كم أنهم متحمسون لإجراء الانتخابات المبكرة مع وجود هذه الوسائل القوية : رئيس الوزراء ، المفوضية ، وقانون الانتخابات .
صحيفة نيويورك تايمز نشرت تقريرا مفصلا عن الأحداث الجارية في العراق لمراسلتها إليسا روبن تصدرته هذه المقدمة " المحتجون الموالون لرجل الدين الشيعي القومي مقتدى الصدر اقتحموا المنطقة الخضراء المحصنة بقوة للمرة الثانية خلال اسبوع لمنع تشكيل الحكومة الجديدة . وقد قاموا بازالة الحواجز الكونكريتية وتجاوزا قوات الأمن للدخول في مبنى البرلمان ، وقاموا بالجلوس في مقاعد النواب الخالية ورددوا شعارات مؤيدة للصدر : " يا بن محمد ، خذنا الى حيث تريد "
وقالت أن تحركهم هذا قد جعل من المستحيل عقد جلسة لنواب البرلمان لتشكيل الحكومة ، وهي الخطوة التي كانت الأحزاب السياسية تأمل عقدها يوم السبت .
وتشير الى أن احتلال البرلمان من قبل اتباع الصدر بدا بشكل خطير وكأنه استيلاء على السلطة .