قاسم الغراوي ||
يعاني النظام السياسي في العراق من فشل ذريع سيؤدي إلى الإنهيار إذا ما أستمر بنهجه الحالي ، وهذا الفشل سببه كثرة الأحزاب المشاركة بالعملية السياسية، تحت ذريعة الديمقراطية! واختلاف مناهجها وتوجهاتها ومصالحها مع غياب الرؤية الوطنية للغالبية منها. فمنذ ان بدأت الدورات الإنتخابية البرلمانية إلى يومنا هَذا، لم نشهد سلطة تشريعية أنجبت حكومة فاعلة وقوية ومنتجة وغاب معها القانون والنظام بل كل ما شهدناه هو صراعات من اجل مغائم وحصص ينتظرون الانقضاض عليها مما جعلنا نتيقن بأن النظام السياسي الموجود حالياً يجب أن يتغير بأي حال من الأحوال لكونه لايلبي تطلعات الشعب ويحقق الرفاهية والخدمات له من الحكومات التي تعاقبت في حكم العراق طيلة الفترة الماضية بعد السقوط
تغير النظام السياسي في العراق بعد عام 2003 وأصبح نظاماً برلمانياً مبنياً على أساس "خدمة المواطن" وعلى عاتق المواطن العراقي مسؤولية إختيار من سيمثله تحت قبة السلطة التشريعية "البرلمان" وأغلب المشاركين في الإنتخابات ينتمون لأحزاب سياسية ودينية تختلف بتوجهاتها وسياساتها كلياً، مما ولد صراعاً خطيراً داخل البرلمان كان ضحية هذا الصراع المواطن البسيط على ارض الواقع بعد ان ضحى وقدم الكثير من اجل وطنه ومع هذا فهو يفتقد ابسط مقومات الحياة
حينما شرعت الأحزاب السياسية والدينية للمشاركة في "العملية الديمقراطية" كان لدى معظمها أهداف تصب لصالح المجتمع، وإصلاح بنيته التي إنهارت بفعل الحروب والأزمات والصراعات، ورفعت هذه الأحزاب شعارات تندد بالأنظمة السابقة التي وصفتها بالديكتاتورية الا انها كانت اسوأ في ممارساتها اللامسؤوله من فساد وهدر اموال وفقدان الامن وغياب الخدمات والاعمار.
النظام السياسي الحالي في العراق يفتقر الى الإنسجام،وتقديم المصلحة العليا للوطن والشعب ولازال هذا النظام يعاني شتات الأمر؛ ولم يقدم رجال السلطة في السلطات الثلاثة ماكان يطمح له الشعب وأبتعد كلياً عن المجتمع، حيث أصبح السياسيون في وادْ والمجتمع في وادٍ آخر، واليوم وحسب إستطلاعات وإستبيانات عديدة أصبح المجتمع العراقي ينبذ ديمقراطية النظام السياسي الحالي؛ وتتسع الفجوة كلما تقدم الزمن.
أن توجهات الكتل السياسية ينبغي أن تكون بإطار وطني جديد بعيداً عن جميع أشكال التأثيرات، سواءاً كانت خارجية أو داخلية وان يكون القرار السياسي وطنيا مستقلا لا ان يكون مؤدلجا لصالح جهات خارجية تعمل لغايات نفعية، وينبغي أن يكون النظام السياسي خلال المرحلة المقبلة واضحاً ومرسوماً؛ لينسجم مع تطلعات الواقع الشعبي لإعادة جسور الثقة بين الكتل السياسة الفاعلة وبين القواعد الشعبية، شريطة البدأ أولاً بتقديم الخدمات التي افتقدها المواطن طوال السنوات المنصرمة.