الشيخ محمد الربيعي||
أن ما يقولونه، من أنّ إثارة كربلاء واعادة احياء ايام عاشوراء وثورة االامام الحسين ( ع ) ، تثير الحساسيّات بين المسلمين، وتخلق المشاكل بين السُنّة والشيعة، ونحن في غنىً عن ذلك؛ لأننا في مرحلة تفرض على المسلمين أن يتّحدوا، وأن يتناسوا أحقاد التاريخ، فإننا نقول: إنَّ كربلاء في مضمونها هي إسلاميّة، فالحسين(ع) هو الشخصيَّة التي يلتقي عليها كلُّ المسلمين، فكلُّ المسلمين بكلِّ مذاهبهم، وكلّ تراثهم، وكلّ صحاحهم، يتحدّثون عن أنّ الحسن والحسين(ع) هما سيّدا شباب أهل الجنَّة، وعن محبَّة الرّسول(ص) للحسين(ع)، وعن عناصر الشخصيّة الحسينيّة في قيمتها الروحيّة والأخلاقيّة.
لذلك، فإنَّ الحسين(ع) في الوجدان الإسلاميّ يمثِّل الشخصيّة التي تتركَّز عندها الوحدة الإسلاميّة، لأنَّ كلَّ المسلمين من سُنّة وشيعة، ينفتحون على الحسين(ع) ويحبّونه. أما يزيد، فليس شخصيَّة سنيّة، فالسُنّة لا يعظّمون يزيد، ولا يحترمونه، ربما نجد بعضهم يحترم أباه، على أساس كونه صحابيّاً، أو خال المؤمنين ـ كما يقولون ـ أو من كتّاب الوحي، مما لا يُثبت له قيمة، ولكن يزيد ليس شخصيّة سُنيّة إسلاميّة يتعصَّب لها المسلمون السُنّة. ولذلك، فإنّنا عندما نستحضر كلَّ ما يتميّز به هذا الشخص من حقارة ووضاعة وفجور وتمرد على الله تعالى، فإننا نرى أنّ ذكره بهذه الطريقة، لا يمثّل مشكلة لدى المسلمين، سوى أنّ بعض الكتّاب بدأ يتحدث أخيراً بشكل إيجابي عن يزيد، ولكنه مجرد حديث لا يملك امتداداً في الواقع الإسلامي. لذلك، فإنَّ إثارة كربلاء في مضمونها الإسلامي، وفي مضمونها الروحي والحركي، من خلال شخصيّة الإمام الحسين(ع)، لا تمثّل مشكلة في العلاقات بين السُنّة والشيعة، ولا تمثّل إساءة إلى الوحدة الإسلاميّة.
اللهم احفظ الاسلام و اهله
اللهم احفظ العراق و اهله
ــــــــــ
https://telegram.me/buratha