محمد هاشم الحجامي ||
كان الإعلام وما يزال لاعبا مهما في حسم النصر وتزوير التاريخ وقلب الحقائق وإعادة توجيه الناس فيحول الحق باطلا والباطل حقا ويعيد تشكيل الوعي والقناعات وقد يقلب الموازين إلى الأبد اذا تحول إلى مصدر وحيد عن هذه الحقبة الزمنية أو تلك المرحلة التأريخية ولكي لا نطيل فلنأخذ نموذجا من تلاقي الإعلامي البائع لضميره مع الداهية الذي يريد أن يبقى حاكما إلى الأبد ولو حاكما برؤاه وتنظيراته التي يتركها دستورا للناس وإن لبست لبوس الدين كانت تحت عباءة القداسة التي لا يتجرأ أحد بالاقتراب منها فهي نقطة حمراء ودائرة محمية بالغيب ومسيجة بالوحي !!!
ولكي لا نطيل لنأخذ مجموعة من بيانات ابي هريرة التي روج لها بحق معاوية فصارت حديثا نبويا لا يمسه الشك ولا يقترب منه البطلان!!
يقول أبو هريرة سمعت رسول الله يقول امناء الوحي ثلاثة أنا جبرائيل ومعاوية !!! كما أورده عنه الخطيب البغدادي في تأريخ بغداد وابن عساكر .
ومنها ما أخرجه الخطيب البغدادي إلى أبي هريرة حيث قال (( ناول النبي معاوية سهما فقال خذ هذه السهم حتى تلقاني في الجنة )) !! .
وقال : قال رسول الله (( لكل نبي رفيق في الجنة ورفيقي فيها عثمان )) !!.
ومنها تحريفه حديث رسول الله عندما أمرهم بالرجوع في الفتنة إلى علي عليه السلام فحرفه إلى عثمان !!! .
ومنها تنقيصه رسول الله وتنزيل قدره ليساويه مع الطلقاء وأبناء آكلة الأكباد فينقل حديثاً عن رسول الله يقول فيه (( اللَّهمَّ إنَّما أنا بشَرٌ أغضَبُ كما يغضبُ البشرُ فأيُّما مسلِمٍ سببتُه أو لعنتُه وليسَ لذلِكَ بأَهلٍ فاجعل ذلِكَ لَهُ صلاةً وزَكاةً وقربةً تقرِّبُهُ إليكَ يومَ القيامةِ )) .
وهو حديث بوجهين :- أولها تقليل شأن النبي وأنه يسب ويشتم والثاني نسخ ومحو الأحاديث التي وردت في ذم معاوية ومروان كحديث النبي عن معاوية لا أشبع الله بطنه وحديثه عن مروان ووصفه بالوزغ ابن الوزغ وغيرهم من طلقاء بني أمية.
وهذا الحديث يعارض ما قال أنس بن مالك :- (( لم يكن رسول الله فاحشا ولا لعانا ولا سبابا)) .
ومنها نقله أن النبي صلى الله عليه وسلم سهى في صلاته فسلم في الركعة الثانية من الصلاة الرباعية!!! .
ومنها أن النبي تعرض لغواية الشيطان في الصلاة وهو الناقل أن الشيطان اذا سمع الأذن للصلاة من أي مسلم كان أدبر هاربا ؛ فكيف برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو خير الخلق وأشرف الموجودات .
وكان الرجل يضع في قبال كل منقبة لعلي أخرى لمعاوية فإن عجز وضع لأبي بكر وعمر شبيها لها كي يقلل من مكانة علي عليه السلام .
ومنها قوله سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول ملعون كل من احدث في المدينة وإني اشهد أن عليا احدث فيها !! .
والحديث يطول في تعداد ما وضعه أبو هريرة على لسان النبي صلى الله عليه وآله وسلم مدحا لخصوم النبي أو ذما لمقامه القدسي الرفيع صلى الله عليه وآله وسلم ومقام ال بيته الطيبين الطاهرين .
هذا نموذج صارخ للإعلام الذي يتحول إلى حقيقة تاريخية ثابته ترسخ في ذهن الناس وتحجب كل السبل والطرق الأخرى ليبقى هذا الرأي وحده وليسود ويتحول إلى مصدر وحيد حينما يبحث الباحثون عن مصادر حقبة ما ...
فيا عباد الله يا أيها المستضعفون و يا ضحايا صدام ويا أمة الحشد ويا انصار عراق علي والحسين وثقوا وانزلوا إلى الإعلام فقد حولكم المسندون إلى أبي هريرة جلادين وقتلة ومخربين وكل تفجيرات العراق توثق باسمكم وكل سرقاتهم وخياناتهم سوف تحملون انتم وزرها وعشرات ألوف التفجيرات سيحكم شريح بقانون قرقوش انكم فعلتموها و سوف يأتون بالدونية من أبناء جلدتكم ليشهدوا أن احزابكم الشيعية هي من قامت بها كما نسمع اليوم أصواتا لدونيين يتحدثون عن تفجيرات العراق وتفجير مرقد الإمامين العسكريين عليهما السلام ومجزة تكريت التي غيروا اسمها إلى مجزة سبايكر وغيرها الألوف .