الشيخ محمد الربيعي ||
من ضرورة أن نجعل عاشوراء نهج حياة نعيشه في كلّ يوم من أيّام حياتنا، فلا نختصر تفاعلنا معها في الأيّام العشر الأولى من شهر محرّم الحرام، نشير هنا إلى عدّة نقاط لا بدَّ للإنسان المسلم الواعي من أن يلتفت إليها، حتى تبقى القيم العاشورائيّة حاضرةً في العقل والقلب والوجدان، ومنها:
▪️عاشوراء عَبْرةٌ وعِبْرة، ومن الخطأ القاتل أن نُحَوِّلها إلى مجرَّد دموعٍ باردة أو ساخنة نذرفها حُزْناً لمصاب السِّبْط الشّهيد، بل لا بُدَّ من أن يكون حضورنا في هذا الموسم حضور الواعين لحقيقة نهضته وثورته، العاشقين له كإمامٍ معصوم يمثِّل حجَّة الله على خلقه، حيث أُنيطَتْ به(ع) ـ كما بآبائه وأبنائه الطّاهرين ـ مهمّة إخراج النّاس من ظلمات المعاصي والذّنوب والفواحش والآثام والمُنْكَر، إلى نور الطّاعة والالتزام التامّ بتعاليم الله عزَّ وجلَّ ـ أَمْراً أو نَهْياً ـ وحينها، سنبتعد بكامل إرادتنا عن كلِّ ساحات الظُّلْم والعُدْوان ـ على النَّفْس وعلى الآخرين ـ لنكون في صفوف العادلين والصّالحين والمحسنين، وحاملي لواء الإصلاح في أُمَّة رسول الله الأكرم محمّدٍ، من خلال الأمر بالمعروف والنّهي عن المُنْكَر، ونصرة المظلوم ومخاصمة الظّالم.
▪️ نتعلَّم من عاشوراء كيف يكون لنا موقفٌ واضحٌ وصريحٌ في مواجهة كلِّ مُنْكَرٍ، وفي مقابل كلِّ إساءةٍ إلى المعصوم الّذي يتأذَّى من اتِّهامه بأنَّه (خارجيٌّ)، وهو ما روَّجَتْ له الحكومةُ الأمويَّة آنذاك؛ للحؤول بين النَّاس ونصرة أبي عبد الله الحسين، كما يتأذَّى اليوم وفي كلِّ يومٍ من الكَذِب عليه، وذلك بنسبة قولٍ أو فعلٍ إليه، دون أن يثبت بالطّريق المعتَبَر المعروف لدى العلماء والمحقِّقين...
▪️تدفعنا عاشوراء إلى التصدّي الحازم لظاهرة الغُلُوّ في أهل البيت، والّتي تتمظهر بأشكالٍ عِدَّة، وتستلزم في بعض الحالات فساداً في العقيدة، كنسبة النَّقْص إلى الله جلَّ وعلا، أو إلى الملائكة، الّذين هم {عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ}، أو إلى النبيّ وأهل بيته، الّذين هم مصداق الإنسان الكامل بين يَدَي الله سبحانه وتعالى، أو تستلزم نسبة المخالفة القطعيّة لحكمٍ شرعيّ ثابت إلى أحدٍ من الأولياء والأصفياء، كأصحاب الحسين.
▪️لا قيمة لعادةٍ جارية، ولا لسُلُوكٍ شائع، ولا لفِعْلٍ حَسَن بنيَّةٍ طيِّبة؛ فالشَّريعة والشَّعيرة لا تُؤْخَذ إلاّ من أهل التّشريع، وهم المعصومون(ع)، فما ثبت صدورُه عنهم عملنا به، وما لم يثبت صدورُه عنهم هجرناه؛ قربةً إلى الله تبارك وتعالى.
▪️وفَّقنا الله وإيّاكم للسَّيْر في نهج أبي عبد الله الحسين، حيث الخيرُ كلُّه، والصّلاحُ كلُّه، إنّه سميعٌ مجيب .
اللهم احفظ الاسلام واهله
اللهم احفظ العراق و اهله