سعود الساعدي ||
جسد النظام السياسي - أي نظام سياسي - هو كجسد الإنسان كلاهما عندما تهجم عليه الأمراض وتنكشف أعراضها ويُترك دون تشخيص وعلاج تتفاقم مضاعفاتها ويعاني من العلل و "انسداد" الشرايين وصولا لتعطل بعض وظالف الجسم بما ينهي حياته.
ما يعاني منه النظام السياسي العراقي بعد ٢٠٠٣ ليس مرضا عاديا بل هو عاهة "ولادية وراثية" في التأسيس وتراكم اخطاء بحاجة إلى قرار شجاع لإجراء تداخل جراحي استراتيجي بأداة وطنية أصيلة وفق الإمكانات المتوافرة على طريق الشفاء الطويل.
هذا الجسد رغم تفاقم العلل ما زال واقفا على ركيزة أساسية لا بديل عنها وهي الدستور ومساراته القانونية ورغم بعض مكامن الخلل فيها لا يمكننا الاستغناء عنها لأن تجاوزها معناه سقوط الجسد الذي لن يجد ما يتكئ عليه ويرتكز إليه في مساعيه للعلاج.
الخطوة الأولى في العلاج هو الإنتقال من عقلية إدارة الأزمة إلى عقلية حل الأزمة وتجنب خطابات التعبئة والفرز الحاد في مجتمع تربى على ثقافة الاحتراب وثنائية الأسود والأبيض ومُعبأ بالضغائن ومسلح ومنقسم تعبث به أجهزة المخابرات الدولية وتتواجد على أرضه أكبر سفارة أميركية في العالم مساحة وعددا.
من المؤسف اننا رغم كل ما مضى من تقصير وعجز وانحراف نطالب بالحفاظ على أبسط الحقوق مثل الأمن والنظام بدلا من التصحيح والبناء والتنمية ما يعكس عمق المأزق الذي نعيشه.
انعاش النظام خير من حفر قبره والتنفس الاصطناعي لن ينفع جثة هامدة ولات حين مندم.
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha