قاسم الغراوي ||
كاتب /محلل سياسي
بعد ان استقرت تظاهرات التيار الصدري في ساحة الاحتفالات ومحاصرة البرلمان بدا خطوة جديدة في التصعيد وتوسيع رقعة الاحتجاجات في المنطقة الخضراء ، واول هذه الخطوات هو محاصرة مجلس القضاء الاعلى بعد ان حاصر البرلمان محاولا تعطيل وشل عمل السلطات في العراق فبعد ان احتل البرلمان واجبر الحلبوسي على ايقاف عمل البرلمان مع تتابع التحذيرات من خلال تغريدات السيد الصدر للمنظومة السياسية.
وكان اخرها اقترح اجراء مناظرة مع القيادات السياسية من الخط الاول للكتل السياسية ولم يحصل على رد مما اغضبه ذلك لذا قرر في تغريدة الانتقال الى المرحلة الاخرى من التظاهرات.
اعتقد ان السيد الصدر مصر على التصعيد فمن المظاهرات ومحاصرة بناية البرلمان ومجلس القضاء الاعلى الى قرار الاعتصام المفتوح ربما سيذهب للعصيان المدني ليشل الحركة في المركز وحتى المحافظات ،ولم يتبقى حينها الا ان يحاصر مقر رئاسة الوزراء ليكون انقلابا ابيضا واضحا حيث تتوقف نشاطات جميع السلطات وهو تصعيد خطير جدا سيفتح المجال للصدام ، اذ لايمكن السكوت عن هذا من قبل المنظومة السياسية.
التيار الصدري لن يقبل بتشكيل حكومة جديدة يشكلها الاطار فقد اتسعت الهوة بينهما ، ولن يقبل بعقد جلسات البرلمان لمناقشة حله او استمرار عمله ، ولن يحضر اجتماع الكتل السياسية لمناقشة طلباته في الاصلاح والتغيير ، ولم يقبل كل الرسائل والوساطات والمبادرات ، وهو ماضي الى مالا يحمد عقباه اذا (استمر بالتصعيد ) دون ان يقبل ان يجلس حول طاولة للحوار مع الفرقاء لايجاد مخرج لانه مصر على رايه لاغيا وجود الكتل السياسية متهما اياها بالفساد ولاغيا السلطات لانه لايثقق فيها.
واضح جدا ان السيد مقتدى الصدر لايسمح لقيادات التيار الصدري بالتصريح ولا بالظهور الاعلامي ولا ابداء الراي ويحتفظ بحقه ووزيره فقط في التصريح و التغريد وابداء المواقف والانتقادات والتعليمات ، وهذا واضح جدا اذ لم نصادف احدا من قادة التيار على قناة اعلامية ، لذا فهو متفرد في االتعبير عن مواقفه وهذا لا لبس فيه على اعتبار ان التيار مناصر ومؤيد ويقف مع الصدر في كل خطوة يخطوها بدليل التزامهم بالاستقالات حسب رغبته .
قطع الصدر كل خيوط الاتصال مع المنظومة السياسية بعد ان طرح عدة محاولات للحل (بطريقته) الخاصة التي لم تلقي آذانا صاغية وسيبدا بمراحل التصعيد الى ما لانهاية فمن يؤثر عليه ويهدا روعه ويحقق مطالبه او ينهي اعتصامة ؟
الايام القادمة كفيلة بالاجاية عن هذه التساؤلات.
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha