محمود الهاشمي ||
فجأة ودون تمهيد وجد السعوديون انفسهم
امام مدرسة ابتدائية واخرى ثانوية تحمل
اسم (مدرسة يزيد بن معاوية )!
الطلاب انخرطوا بالدوام بالمدرسة ولم يعلموا من يكون يزيد بن معاوية ،لكن بعد ايام وجدوا ان سيلا من التهم توجه لهم عبر موقع المدرسة لاعنةً يزيد وعارضة العديد من الجرائم التي ارتكبتها هذه الشخصية .
كثير من الكتاب السعوديون المعروفون انتقدوا (الاسم ) سواء في تصريح او مقال ومن بينهم الكاتب السعودي الشهير المرحوم عبد الله فراج الشريف الذي يعود نسبه الى اشراف مكة والذي وافته المنية في الشهر الثالث من العام الجاري .
الشريف عبدالله انتقد الاسم مستفيدا من التاريخ والمؤرخين وحتى يسكت الجميع اعتمد نصوصا للامام احمد بن حنبل الذي يدين لمذهبه معظم اهل الحجاز بان ابن حنبل وصل حد اجازة اللعنة على يزيد، حيث ويروى ان صالح بن الامام أحمد بن حنبل قال :-قلت لأبي : إن قوما يقولون : إنهم يحبون يزيد فقال يا بني وهل يحب يزيد أحدٌ يؤمن بالله واليوم الآخر !!
الحكومة السعودية وبدلا من ان تعيد النظر بالاسم سمّت مدرسة اخرى سعودية في بريطانيا بذات الاسم ..فماذا يعني ذلك ؟
المعلوم ان هناك لجنة في المملكة تابعة لوزارة التعليم والتربية هي من تطلق الاسماء على المدارس مثلما هناك لجان في البلديات والامانات هي من تتولى اطلاق الاسماء على الشوارع والاحياء والساحات وغيرها وهذه اللجان مرتبطة بسياسة الحكومة .
لجنة تسمية الشوارع ببلديات المملكة سمت شارعا في مدينة جدة باسم (يزيد بن معاوية )فسكت السعوديون جميعا وعرفوا ان هذه سياسة دولة ،فيما انبرى بعض خدام المملكة من رجال الدين وراحوا يكذبون ما جاء بالتاريخ عن (يزيد ) دون ان بتجرّؤوا على مدحه .
يزيد حكم اربع سنوات قتل فيها الامام الحسين بن علي (ع) والعديد من اهل بيته وسبى من بقي منهم كما قتل اصحاب الامام الحسين عليهم السلام اجمعين وارتكب جريمة واقعة (الحرة) والتي كانت بين أهل المدينة من طرف ويزيد بن معاوية والأمويين من طرف آخر، وفيها أن أهل المدينة نقضوا بيعة يزيد بن معاوية؛ لما كان عليه من سوء، ولما حدث في معركة كربلاء، ومن مقتل الحسين بن علي، فطردوا والي يزيد على المدينة عثمان بن محمد بن أبي سفيان ومن معه من بني أمية من المدينة، فأرسل على إثرهم يزيد جيش من الشام وأمر عليهم مسلم بن عقبة المري فوقعت بينهم وقعة الحرة وانتهت بمقتل عدد كبير من الصحابة وأبناء الصحابة والتابعين وفض بكارة الف شابة وذبح الفا من حفظة الحديث والسنة ومازال الدم يسفك حتى دخل المسجد النبوي وكانت سنة 63 هـ.. ثم بعدها هاجم الكعبة ورماها بالمنجنيق . ونسال ؛-ماذا لو لم يمت يزيد
واستمر اكثر من اربع سنوات ؟
لم قرأ كتابا واحدا يمتدح (يزيد )قط وهناك شبه اجماع على انه الأسواء حتى بين خلفاء بني امية خلقا وفعلا !ويذكر ان رجلا ذكر يزيد في مجلس عمر بن عبد العزيز وقال عنه (رضي الله عنه)فجلده
اذن من وراء تسمية هذه المعالم التربوية والحضارية باسم يزيد ؟
فيما ليس هنالك من يسمي ولده بهذا الاسم حتى داخل المملكة وحين تطالع تجد العشرات بستشكلون على تسمية ابنائهم !
اذن هو (مشروع) وليس صدفة ،وهو اصرار
حكومي من قبل امراء المملكة ،ان يكون (يزيد )هو الشخصية النموذج الذي على الاجيال في المملكة ان تتبع خطاه وتمشي على منهجه في القتل والهدم والتجاوز على الحرمات وتناول المسكرات والتعاطي بالموبقات ..والسؤال الاخير ؛-كيف استطاعت حكومة المملكة ان تروّض الشعب ان يتقبل في تحويل بيت رسول الله ومحرابه في مكة بتشييد (100) مرحاض
على البيت الشريف الذي عاش به (ص) مع زوجته خديجة وولدت به فاطمة؟