قاسم الغراوي ||
كاتب / صحافي
المتابع لوسائل الإعلام على مواقع التواصل الاجتماعي سيقف مشوشا تتقاذفه الاراء والأفكار والمواقف واختلاف الرؤيا وأسلوب الطرح ومضامين النص المنشور نستثني النصوص الأدبية من ذلك كونها بمجملها نشرا وتعليقات تتسم بالانضباط العالي والتعليقات الايجابية والحوار الذي لايتجاوز حدود المعرفة الفكرية والوعي الثقافي.
انا هنا اكتب وأخص بالذكر الكتابات التي تتناول الوضع المجتمعي وتاثيرات الطبقة الحاكمة واسقاطات السلطة على الحياة العامة للناس ، وتشظي الاراء والمواقف تجاه ذلك سواء من عامة الناس او من المختصين او المحللين او المفكرين او من أصحاب الاختصاص في مجال تقييم الوضع العام للبلد.
من المؤكد ان الشعب مصدر السلطات وهو المسؤول عن اختياراته اثناء الانتخابات وهو يتحمل المسؤولية كاملة في إنجاح ترشيح من يثق بهم ويحملهم المسؤولية لهذا التمثيل تحت قبة البرلمان.فهل اخفق الشعب في اختيار ممثليه بحيث نرى مدى الغضب السائد لدى الجمهور من الطبقة السياسية؟
مما لايقبل الشك ان هناك انواع من الجمهور الذي ينقسم وفق قناعاته وافكاره تجاه الكتل والتيارات السياسية فمن هذه الأنواع هي:
الجماهير المؤدجلة التابعة للاحزاب وهذه موقفها ثابت للموالاة لهذه الاحزاب لسببين اولهما انها تؤمن بايديلوجية الاحزاب التي تتوافق مع رؤيتها وثانيا انها تطمح للاستفادة للوصول إلى أهدافها.
النوع الاخر هو الجمهور الواعي الذي يمتلك رؤية تحليلية للواقع السياسي وهو غير منظم للاحزاب ويختار وفق قناعاته ومعطيات الواقع لهذا المرشح او ذاك.
الجمهور الصامت البعيد عن الواقع السياسي او الرافض للواقع السياسي لذا فهو المقاطع لاختياراته والعملية السياسية فهو لايرشح احد لعدم قناعته اصلا بها لذا قرر ان لايجهد نفسه للبحث عن شخص يثق به لمنحه هذا الصوت.
انعكست هذه الرؤية والقناعة لدى هذا الجمهور بالكتابات والتعليقات والنشر والتصنيف والتحدي واستخدام العنف اللفظي وأخذت التعليقات والمنشورات منحى اخر وصلت إلى الانشطار المجتمعي بين معادي وموالي لهذه الجهة وتلك وبدأ كل واحد ينفس عما يعتقد بصحته للنشر في الوقت الذي برزت فيه طبقة متابعة تدعو للحكمة والعقلنه والهدوء بعيدا عن التعصب وعن المواجهات.
تحولت حتى ثقافة الحوار بين أبناء الشعب الواحد إلى تقاطعات وتهديدات والفاظ غير مقبولة وشمل ذلك الضيوف في القنوات الفضائية للحديث عن الواقع السياسي المتشظي وهو يعاني الشلل التام في أجواء ضبابية تفتقد إلى الرؤية والحل للخلاص من هذه الازمات.
لانعرف لعل الايام حبلى بالمفاجئات وان غدا لناظره قريب.