يوسف الراشد ||
ان ثورة الحسين ع الخالدة في سنة 61 قد غيرت المفاهيم العسكرية وهي مصداق لقول الباري عزوجل ( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة ) ان الرجال البالغ عددهم 73 مقاتل واجهوا جيش ابن زياد البالغ 30 الف مقاتل احاطوا بابن بنت رسول الله من كل جانب ومنعوه هو وعياله من شرب الماء على الرغم من ان نهر الفرات بالقرب منهم .
ان راية عاشوراء بقت ترفرف عالية منذ مايقارب الف عام ونيف على حادثة كربلاء فالحسين انتصر على يزيد وان الدم الطاهر انتصر على السيف وبقت الاجيال تذم وتلعن بني امية قاطبة على ماقترفوه بحق عترة رسول الله وسيكون رسول الله وعلي وفاطمة خصمهم يوم القيامة الا لعنة الله على الظالمين من الاولين والاخرين وتابعين والممهدين لهم .
لقد شرف الله اهل العراق بخدمة زوار الامام الحسين فكربلاء تلك المحافظة الصغيرة بمساحتها وعدد نفوس ساكنيها الاان الله هيئة اناس من جميع المحافظات تنصب السرادق والخيم وهي تعمل ليل نهار بدون كلل او ملل او تذمر والبيوت فتحت ابوابها وهي تهتف ( هله بزوار الحسين ) اما الطعام والشراب ومبيت الزائرين كله مجانا ويدخل ويخرج كربلاء لاداء الزيارة ما يقارب 15 الى 20 مليون زائر كلهم يؤدون مراسيم الزيارة بسلاسة وبدون اي مشاكل تذكر .
اما الشباب فقد تجمعوا صفوفا وارتالا وهم يسحبون الزوار لخيمهم لتقديم الخدمة والرعاية والطعام والشراب والمبيت وقد وقف العالم حارومنذهل مما يفعله اهل العراق ونقلت وسائل الاعلام والفضائيات ومواقع التواصل نقلا حيا من ابعد نقطة من الفاو مرورا بالبصرة وميسان وذي قار والكوت والديوانية وواسط والنجف حتى كربلاء اما الشمال فقد بدات رحلة عشاق زيارة الاربعين من الموصل وكركوك وصلاح الدين وديالى وبغداد المسير صوبة قبلة الاحرار .
والشكر كل الشكر والامتنان والفضل لجميع الهيئات والمواكب وجميع القطعات ( الشرطة والجيش والدفاع المدني والصحة والاستخبارات والأمن الوطني والحشد الشعبي ) والمتطوعين من المدنيين للانجاح الزيارة وتنفيذ التعليمات الصادرة من الجهات المختصة ان زيارة هذا العام تختلف عن السنوات الماضية فمن المتوقع ان يدخل الى العراق خمسة ملايين زائر من الجارة ايران وحدها عدا تركيا والخليج وبعض الدول الاسلامية الاخرى .
لقد رفع المحبين شعار خدمة زوار الحسين شرف لنا ولا يضاهيه اي شرف فمنذ دخول شهر محرم الحرام وشهر صفر وحتى انتهاء الزيارة ورجوع الزائرين الى محافظاتم ورجوع القادمين من البلدان المجاورة او العربية الى ديارهم سالمين يودع الخدام وعيونهم ممتلئة بالدموع ينتظرون العام القادم ليجددوا العهد بخدمة الحسين ع فهنيئا لمن باع واشترى مع الله ومع اولياء الله .
زيارة الاربعين من علامات المؤمن وخدام الامام الحسين هم علامة من علامات المؤمن ويكفيم ذا الشرف العظيم والفخر الذي لايظاهي اي فخر واي مجد ويبقى اهل العراق يحملون هذا الشرف وهذه الخصوصية .