المقالات

يا امة (الكرم) انهم ضيوف الله..!


محمود الهاشمي ||   تفردت الامة العربية عن سواها من الامم بصفة (الكرم ) ولاتدانيها امة اخرى بهذه الصفة حتى لاتكاد تطالع في اداب الامم الاخرى مايشير الى مدحهم الكريم سواء كان اميرا او فارسا او انسانا عاديا ،انما لهم صفات اخرى يمتدحون بها ناسهم ،اما العرب فيقدمون الكرم على كل صفة ومن لم يتصف بهم بالكرم هاجمهوه بالذم والكراهية. لدرجة انهم لايفضلون لابنائهم الاقتران بنساء البخلاء  خشية (العرق)! الذي يقولون عنه (دساسا). فاذا رفعت صفة (الكرم )عن العربي كمن جردته عن (شخصيته) وتساوى مع الاخرين من بني الارض . كان العرب قبل الاسلام يرون في الكرم عنوانا لشخصيتهم حدا انهم يفضلون (ذبح ابنائهم ليطعموا ضيفهم ) قال الحطيئة   (فقال ابنه لمارآه بحيرةٍ أيا ابتي اذبحني ويسّر له طعما  ولاتعتذر بالعدم علَّ الذي يرى  يظنّ لنا مالا فيوسعنا ذما) وحين جاء الاسلام اثنى على مكارم الاخلاق عند العرب حتى ان الرسول الكريم اعاد شيخ قبيلة شاعره حسان بن ثابت بسبب تاخره الاسلام لكن حين سمع شعر حسان به قبل الاسلام يمتدح كرمه  (اذا مااتاه الوفد انهب ماله - وقال خذوه انه عائد غدا ). اعاده لرئاسة القبيلة  ومن حديث للرسول الكريم «لا يدخل الجنة خِبٌّ, ولا بخيل, ولا سَيِّئُ الـمَلَكَة». قيل للامام علي (ع)؛-لم لايدخل الجنة بخيل ياابا الحسن فقال (البخل جامع للمساويء) ومازال العرب على منهجهم وكرمهم حتى يومنا هذا ،لذا ترى ارباب البيوت يوسعون من (غرف الضيافة)على حساب باقي غرف المنزل .! والعراق رغم تعدد اطيافه فان الجميع اتخذوا طبع الكرم منهجا ومعتقدا ايضا ! المواكب الحسينية عبارة عن (مضيف عربي )يئمه الناس من كل فج فيأكلون ويشربون وينامون وهم ضيوف عند صاحب الدار وعند ابي عبد الله الحسين ع والى حد قريب تفخر محافظات عراقية كثيرة بانها لاتسمح ببناء "فندق" على ارضها فحين يبصرون غريبا يختصمون على ضيافته . العراقيون الذين يسكنون على طول الطرق السالكة الى كربلاء يرون في مالهم  (حقا لضيوف ابي عبدالله الحسين ) فلايحق لاحد ان يحرمهم من هذه الضيافة لان فيها راحة واطمئنان للنفوس!  اتذكّر كنت صبيا  فقدّم  لي صديق لوالدي  (فقير ) مبلغ (عشرة فلوس )فرفضت المبلغ  باعتبار ان الرجل فقير لكن والدي اخذ المبلغ ودسه بجيبي وحين انفرد بي قال (يابه لاتحرم الرجل من لذة الكرم )! وحين كبرت فهمت بيت زهير بن ابي سلمى  (تعوّد بسط الكف حتى لوانه -ثناها لقبض  لم تجبه انامله).. مائدة الحسين (ع)مفتوحة ولن تصغر او تشح يوما لانها مبرورة من الله . علموا اولادكم على الكرم واجعلوا ابوابكم مفتوحة للسائل والغريب  ،فقد خص الله   بها العراقيون وبها بشفى مرضانا وتُغفر ذنوبنا وتنمو اموالنا ..اللهم اجعلنا من خدام ابي عبد الله الحسين (ع) واجعلنا من المؤمنين بالاية الكريمة  (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى* وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى* وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى* وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى). اما اولئك الذين يذمون كرم المواكب فهم من احفاد يزيد والشمر وحرملة ،وهم بانتظار صولة (المختار ).
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك