قاسم الغراوي ||
صناعة الجهل تعتمد على ثلاث أركان :
١- التشويه ٢- التشكيك ٣- الخوف .. تشومسكي
يقول المؤرخ في جامعة ستانفورد روبرت بروكتور: "نحن نعيش في عالم من الجهل المتطرف. والغريب أن أي نوع من الحقيقة يمر عبر الضّجيج، على الرغم من أن المعرفة متاحة، ولكن هذا لا يعني أنه تم الوصول إليها، علماً أنَّ معظم الأشياء تبدو تافهة".
دول العالم المتقدّم تعيش نهضة علميّة وتغيرات في حياة شعوبها مرتبطة بالتطورات المتسارعة بفعل البحوث والدراسات والاكتشافات والتقنيات الحديثة.
في مقابل هذا الوهج العلميّ نرى حالةً من الجهل تخيّم في بلداننا العربية ، وبدانا خطوات للوراء في الوقت الذي قطع فيه العالم مسافات طويلة في زمن أصبح الأثير فيه مفتوحاً وناقلاً للعلوم والمعارف ، ولكن شعوبنا الغت كل مايرتبط بالعلم وتطوراته واكتشافاته ، بل ذهبت الى الاستهزاء حتى بما يهدد حياتها وقد اثبت العلم والواقع ذلك .
وجائحة كورونا خير مثال فالغالبية لم يقتنع بها حتى فقد اعزة عليه ، واما القسم الاخر فلم يقتنع حتى باللقاح وبدا ينظر بجهله بافضلية لقاح على اخر ، مع كون الابحاث والتقارير الطبية لمنظمة الصحة العالمية ولخلية الازمة في بلداننا العربية تؤكد خطورة الموقف وضرورة اخذ جرعات اللقاح ، الا ان الغالبية لن يعير اهتماما للموضوع حتى في لبس الماسك او القناع الخاص بالوباء .
نحن نمر بثلاثة من مرتكزات الجهل التي عبر عنها تشومسكي وهي : التشويه والتشكيك والخوف
تشويه الحقائق والتشكيك بها وكذلك الخوف منها .
وحينما نقف أمام الحالة المفزعة والانحطاط الذي أصاب مؤسَّسات التعليم عموماً، والجامعات على وجه الخصوص، وحالة الانحدار وتعدد الرؤيا وضبابية المشهد التعليمي، والركون إلى الجهل والتخلّف والرضا بهما، فإننا نقف أمام أحد أعمدة الجهل المصنّع والمقصود .
يسود الجهل في العقل البشري لمجتمعاتنا العربية بطريقة ملفتة للنظر ومقصودة واسقاطاتها واضحة على سلوكيات الغالبية من افراد المجتمع .
فالعقل البشري إنّما هو نتاج للعلم والمعرفة،
وفيما لو أدخلت معلومات خاطئة او زرعت في عقله الشك او افكار هدامة وحذفت معلومات أخرى فيها القيم والاخلاق والمعرفة، واستمرّت هذه العمليّة لفترة معينة، فإنّ هذه العقول ستكون تحت السيطرة ممكن قيادتها بسهولة من خلال زراعة الافكار السلبية الهدامة التي لاتمت بصلة للعلم والمنطق والعقل لخلق انسان عبثي جاهل ومتخلف ويعيش على هامش الحياة ، ولن يهمه مايجري في عقله من تفاعلات الازاحة والاستبدال لافكاره ومعتقداته واخلاقياته وحتى التشكيك بدينه .
علينا أن نقف صفاً واحداً أمام رياح الجهل والظلام نحمل ضياء الفكر ، وإلّا ستتحوّل مجتماعتنا إلى مفاقس للجهل ومستويات لايحمد عقباها ، وسيتوقّف الوعي والإنتاج الفكريّ ، ويُمحى الإبداع، ويحلّ محلّه النزاع، لنبدأ بعدها مسيرة الضياع والى الابد.
علينا أن نقف صفاً واحداً أمام رياح الجهل والظلام نحمل ضياء الفكر ، وإلّا ستتحوّل مجتماعتنا إلى مفاقس للجهل ومستويات لايحمد عقباها ، وسيتوقّف الوعي والإنتاج الفكريّ ، ويُمحى الإبداع، ويحلّ محلّه النزاع، لنبدأ بعدها مسيرة الضياع والى الابد.
ألواح طينية ، الجهل والظلام، قاسم الغراوي
ــــــــــــ
https://telegram.me/buratha