المقالات

لا فقد أعظم من فقدك يا رسول الله


عبد الكاظم حسن الجابري ||

 

ما أعظم المصيبة! وما أفدحه من خطب! وما اكبرها من رزية حلت بالأمة الاسلامية خاصة والكون عامة! بفقد رسول الله صلى الله عليه وعلى اله.

مضى رسول الله صلى الله عليه وعلى اله, والأمة مازالت عطشى لوِرده, فهو المعين الذي لا ينضب, والزلال الصافي الذي سُقي المُكرمات, وسقاها للناس حبا بهم, ليستنقذهم من الضلالة وينقلهم إلى الهدى, ويخرجهم من هلكات الضياع إلى ميادين الحق, حيث لا صوت يعلو على صوت الانسانية.

شكَّل النبي الخاتم محمد بن عبد الله صلى الله عليه واله وسلم النموذج الكوني الاكمل والاطهر والانقى, فهو صلى الله عليه وعلى ال بيته ذو الخلق العظيم وبصريح القران وانك لعلى خلق عظيم.

قدم رسول الله صلى الله عليه واله كل شيء في سبيل الرسالة, وبذل نفسه لاستنقاذ الناس من براثن الضياع في مضلات الفتن, وتخليصهم من تشتت الاهواء, وتفرق الآراء, فاجزل في العطاء حتى بلغ مرحلة الثناء, فقال "قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ".

لم يطلب رسول الله صلى الله عليه واله لنفسه اجرا, ولم يقبل بتصنيف نفسه الا واحدا من سائر الناس, قائلا وهل أنا إلا ابن أَمَةٍ, فكان بين المسلمين كواحد منهم, الا انهم يهابونه جلالا ويوقرونه احتراما, وما ذلك الا لعظيم منزلته, وجليل خطره, وعلو نفسه, وسمو خلقه, فكل ما اراده رسول الله من اجر لرسالته هو مودة قرباه وبنيه من عترته, لكن الامة الاثمة  تركت وصيته خلف ظهرها واتت على عترته قتلا وتنكيلا.

فَقْدُ رسول الله صلى الله عليه واله مصيبة لا مثلها مصيبة, مصيبة حرمت الكون من نعمة وجوده المبارك, تلك النعمة التي كانت خيرا للإنسانية, وسعادة للبشرية, فهو النبي المرسل الى الناس مبشرا ونذيرا, وداعيا الى الله, ومحذرا الناس من الانزلاق في مهاوي الفتن, والانجرار للفتك، يفتك احدهم بالآخر في سبيل دنيا فانية لن يخلد فيها أحد.

ما افجعنا بك يا رسول الله! وما أعظم مصيبتنا بك! ليتنا ما عدمناك يا من كنت وما زلت سببا لنزول الرحمة, واماطة العذاب, وتكفير الذنوب, بنص قول الباري عزل وجل "وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ سورة الانفال اية (33) فانا لله وانا اليه راجعون.

 

ــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك