زيد الحسن ||
المؤسسة التربوية التي لها قدسية من نوع خاص ، ولها رائحة الانسان القويم ، من السبب في هدمها وجعلها اماكن السحت الحرام .
وزارة التربية تصدر اعماماً يقضي بتوقيع الكوادر التربوية من المدرسين والمعلمين المستمرين بالخدمة على تعهد بعدم التدريس الخصوصي أو إلقاء المحاضرات في المعاهد والمدارس الأهلية وخلاف ذلك يتحمل المخالف وإدارات المدارس المسؤولية والتبعات القانونية ، لكن هل هذا حقيقي ؟ وهل تمت محاسبة احدهم يوما ما ؟ كلا ابداً بل اصبح الاعم الغالب عكس ما قالته الوزارة .
من المسؤول الذي يمكننا اللجوء اليه وكشف ممارسات هذه المعاهد التي تركت التدريس في المدارس الحكومية وجلعته في معاهدها ، والنجاح يكون حصراً للطالب المسجل في هذه المعاهد والذي لم يدخل في معاهدهم اما ان يكون نابغة او مصيره الرسوب الاكيد ، وايضا سينجح اقاربهم من اولاد العم والخال ، والباقين لهم الله .
الجميع فقد الامل في اصلاح اوضاع البلد وكان هناك امل في المؤسسة التربوية لكننا اليوم فقدنا هذا الامل بسقوطها في مستنقع المعاهد الخاصة وتحول كوادرها الى تجار من النوع المتعالي الذي لايخشى احد ، فلكل معهد من هذه المعاهد جهة حزبية توفر لهم الامن والامان ، ومنع اي مسأئلة حكومية .
الجامعات الاهلية اصبحت هي من يستقبل خريجو المعاهد لانهم يسمحوا بدخول حرمها للطلبة اصحاب المعدلات المنخفضة وهكذا يبرز لنا في كل عام كوكبة من حاملو شهادات عليا لايفقهون شيئاً لانهم قد اخذو العلم بمالهم الذي وضعه الاستاذ التربوي في جيبه مقابل منح طلبته سؤال او اثنين يضمن فيهم للطالب النجاح وعبور المرحلة ، والكلام في هذا الامر طويل وكثير وفيه من اللوعة والقهر الشيء الكثير .
الدولة تعلم عدد الملاهي والبارات وتمنح لهم اجازات ممارسة المهنة وتحاسب وتغلق بشمعها الاحمر من تنتهي اجازته ولم يجددها في نفس اليوم ، الدولة توفر الحماية الامنية للملاهي والبارات وتضع في ابوابها المصفحات والجنود لتحميها من كل معتدي ، لكنها لاتعلم ان مدارس العلم اصبحت خواء وان كوادرها التربويين قد تحولو الى مصاصو دماء ، بالطبع ليس الجميع فهناك من الاساتذة من مازال انسان ومازال يرفض السير في مسير التدريس الخصوصي المخالف للقانون والضمير ، التدريس الذي جعل المدرس ينهي حصته في المدرسة الحكومية وهو مشغول في جذب العدد الاكبر من الطلاب لمعهده .
الاجيال القادمة في خطر كبير جدا ، ان لم تلتفت الحكومة وبجدية وقوة لغلق هذه المعاهد التي بنيت من عرق الاباء وتحولت الى فرعون لمن كان يضنها عوناً له فهي غرف تجارية لا اكثر ولا اقل غرف هدامة لمستقبل الاجيال القادمة بعد ان استفحل امرها .