قاسم الغراوي ||
كاتب / صحافي
من المآسي الحقيقية التي يعاني منها الشعب العراقي هو انتشار السلاح في المجتمع خصوصا بعد سقوط نظام البعث مما يعني ان استخدامة وبيعه والاحتفاظ به صار طبيعيا والقتل صار يسيرا جدا فيما لو حصلت مشاجرة حيث يتطور الحدث إلى استخدام السلاح وبدون مقدمات .
غالبية العشائر هي الأكثر استخداما للسلاح لكونها محكومة بشرائع وقوانين وسنن يتيح لها وفق هذه الشريعة التي تجيز استخدام السلاح للقتل انتقاما من المعتدي وايضا الاعتداء على الآخرين بفعل طبيعة البيئة العشائرية والعادات والتقاليد التي تحكم حياة هذه العشائر ، مع كون الغالبية من الشيوخ لايرتضون بذلك ويسعون لإصلاح ذات البين .
اكثر المصادمات هي التي تحدث في الجنوب والوسط وهي ظاهرة استفحلت بعد سقوط نظام البعث لضعف إدارة الدولة وعدم سيطرتها على الشارع وجمع السلاح او اصدار قرارات وعقوبات صارمة بحق كل من يسيء استخدام السلاح.
المافيات والعصابات وبعض الاحزاب التي تمتلك السلاح وبعض ممن يستخدم السلاح خارج واجبه الحكومي والميليشيات تحت عناوين ومسميات رسمية ممن تمتلك انواع من الاسلحة دليل على أن السلاح منتشر بصورة مرعبة واستخدامه أسهل من شرب قدح ماء ويشمل اعمار مختلفة ومتفاوته.
نحتاج إلى قرارات تدخل حيز التنفيذ وبمتابعة القوات الامنية كما يجب اعادة تقييم الأوضاع الامنية في تلك المناطق وبسط الأمن فيها ومحاسبة كل من يحمل السلاح وضرورة إشاعة ثقافة السلام والاحتكام للمحاكم في حل النزاعات وكذلك محاسبة القتلة الذين يتجاوزون على حياة الناس.
حينما تكون الحكومة قوية وقوانينها فاعلة سينخفض منسوب التجاوزات وعندما تكون الحكومة ضعيفة تزداد سلطة العشائر وتطرح قوانينها الخاصة بالقتل واخذ الثأر.
https://telegram.me/buratha