المقالات

تساؤلات في غابة تشرين ...

1356 2022-10-03

منهل عبد الأمير المرشدي ||

 

إصبع على الجرح

 

عودة المظاهرات في ذكرى انطلاق احتجاجات تشرين وما يتخللها من صدامات مع القوات الأمنية وبعض مظاهر العنف والتصعيد الذي يثير عدة تساؤلات امام كل ذي عقل وبصيرة  يتابع المشهد العراقي ومنها على سبيل المثال لا الحصر .

منذ قرابة العامين ومنذ اسقاط حكومة عادل عبد المهدي من قبل الباحثين عن وطن وثوار تشرين الذين جائوا لنا بتنصيب مصطفى الكاظمي ونحن نشهد تشرين في سبات وخريف ونرى الثوار التشارنة لا حس ولا خبر ولا هم يحزنون فما الذي أثارهم وما الذي شعل فتيل الوطن المنهوب الآن وما الذي حدا مما بدا .

لنأتي اولا للجانب الإقتصادي فالوضع المعيشي في زمن حكومة عبد المهدي الذي كان سعر برميل النفط في وقته ب40  دولار افضل بالف مرة مما آل اليه الحال في حكومة الكاظمي الذي تجاوز سعر برميل النفط في  حكمه ال 100 دولار من سعر طبقة البيض الى قنينة الزيت الى سعر الطحين ورغيف الخبز وصولا الى ارتفاع سعر الدولار .

ناهيك عن اسقاط الإتفاقية الصينية التي كان بإمكانها ان تغيّر حال العراق . هذا التصعيد في التظاهرات ضد حكومة لم تباشر اعمالها  ولم تتشكل حتى الآن ماذا يعني ؟؟؟ هذا الرفض المعلن لشخص محمد شياع السوداني الذي لا يوجد عليه اي اشارة سلبية في عمله الحكومي من قبل هيئة النزاهة ولا القضاء العراقي ولا حتى مجلس النواب ماذا يعني ؟؟

 هذا الإستذكار للوطن اليوم وبهذا العنف والحماس والإصرار بعد سنتين من الغفوة تحت حكم مصطفى الكاظمي الذي سلّم الجمل بما حمل للبره زاني والفشل الأمني وعودة عصابات داعش واحتقار مؤسسات الدولة وهيبتها ماذا يعني ؟؟

 تجاهل ثوار تشرين لجفاف دجلة والفرات واهوار الجنوب بعد اكتمال بناء السدود التركية والقصف المستمر على الأراضي العراقية في الشمال من قبل القوات التركية والإيرانية بمبرر وجود القوات الكردية الإرهابية واستمرار سرقة اموال النفط العراقي من البره زاني وتصديره الى اسرائيل ماذا يعني ؟؟ تجاهل ابطال تشرين وثوارها الباحثين عن وطن طوال السنتين الماضيتين من حكم الكاظمي لإنهيار منظومة الكهرباء والمؤسسات الصحية وانهيار التعليم في العراق وتفشي ظاهرة البطالة وغيرها من القائمة التي تبدأ ولا تنتهي ماذا يعني ؟

 لمذا تجاهل ثوار تشرين والوطنيون التشرينيون انخراط مصطفى الكاظمي في مؤتمرات مصادرة النفط العرقي بالمجان مع دول التطبيع مصر والاردن والامارات والبحرين ؟

 هل المنطق في شيء او من المعقول ان نرضى بكل هذا الفشل والخيبة لحكومة المبخوت ونسكت ولا نحتج ولا نتظاهر ولا نتكلم لنأتي اليوم بعد إن توفرت لنا الفرصة ان نتخلص من حكومة المبخوت عسى ولعل لنعلنها ثورة من جديد حى نعثر على الوطن او ما تبقى من وطن ؟

  التساؤل الأخير هو اين صار النواب التشرينين واين آل بهم الحال وهل من يخرجون اليوم تشرينيون ايضا ومن سيكون بينهم نائبا في البرلمان القادم ومن يحرك البعض من الكل؟

بالمختصر المفيد نقول إن الهدف الوحيد لما يحصل اليوم من تصعيد واحتجاجات لا تخلو من العنف هو ابقاء الحكومة الحالية بكل مساوئها ومخاطرها وفشلها وليستمر نزف المال العراقي العام منهوبا في جيوب مافيات الفساد الكبيرة قبل الصغيرة ولتستمر ايضا حكومة اربيل في بحبوحة النهب ولتستمر امريكا تسيطر على خيوط الفوضى الخلاقة باصابعها ولتستمر الأنظمة الإقليمية المستفيدة واللاعبة على جراح العراقيين وعذاباتهم ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم وحسبنا الله ونعم الوكيل .

 

ــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك