الشيخ محمد الربيعي ||
سؤال مهم جدا ، له مدخلية كبيرة في قضية الانتظار الصحيحة بل نرى ان النصرة من مراتب التي اعلى من الانتظار بحد ذاته ، وهي ترتقي الى مرتبة التمهيد حيث اننا نؤيد في زمن الغيبة الكبرى المؤمنين على نحوين :
الاول : منتظر الظهور واعدة نفسه و من ضمن دائرته الصغيرة ليكون في منزلة المستحقين الارتباط بخط الامام المهدي ( ع ) .
الثاني : الممهد للظهور من هو اجتاز هذه المرحلة ، و هذه المرتبة اي منتظر فقط، ليكون في محل اعداد مشاريع و خطط من اجل الاعداد لظهور فضلا عن الاعداد الذاتي وماشابه .
محل الشاهد :
نعود الى السؤال عن الكيفية التي اكون فيها نصارا للامام ( ع ) فنقول :
هناك طريقتان: مباشرة وغير مباشرة. فالطريقة المباشرة، هي أن ننصر الخط الرسالي الذي ينطلق فيه الإمام الحجة (عج)، وهو إمام المسلمين كباقي آبائه، وليس هناك خصوصية له من هذه الناحية، فهو كباقي الأئمة الإثني عشر (ع)، دوره كأدوارهم، وهو نصرة الإسلام وإقامة العدل الشامل على أساس الإسلام.
فعندما نريد نصرة الإمام، علينا أن ندعو إلى الإسلام وأن لا نكتفي بالدعاء، كما لو اكتفى أحدنا بقراءه دعاء (الندبة)، بل علينا أولاً أن نثقف أنفسنا وأهلنا بالإسلام، وأن نواجه القضايا الإسلامية والتحديات ضد المسلمين، ونواجه الظالمين والمستكبرين الذين يفرضون أنفسهم على كل المسلمين في الاقتصاد والسياسة والأمن.
أما الطريقة غير المباشرة، فهي أن نعدّ أنفسنا بحسب مسؤولياتنا الشرعية، ولا يعني ذلك أننا في زمن الغيبة أحرار لنتخلى عن مسؤولياتنا ونجلس فنشرب الشاي ونذهب إلى مسجد السهلة ونعمل 40 أربعاء مكتفين بذلك، فإن الله سبحانه جعل المسؤولية كما في الآية الكريمة، {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا}، فنحن مسؤولون في كل شيء، وننتظر قدوم الإمام في هذه الحال.
محل الشاهد :
اذن ايها الاحبة :
المهم أن نكون نحن من جند الإمام المهدي(عج)، وذلك بأن نعدّ أنفسنا لنكون من أنصاره ومن جنده، كما ورد في الدعاء: ((اللهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة، تعز بها الإسلام وأهله، وتذل بها النفاق وأهله، وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك، والقادة إلى سبيلك، وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة))، أي أن على كل واحد منا أن يربي نفسه على أساس أن يكون مشروع قائد إسلامي، ومشروع داعية إسلامي، وفي ذلك الوقت، هناك من يكون من أنصاره، وهناك من يكون من أعدائه.
المهم أن لا نكون من أعدائه، لأن بعض الناس في كثير من الحالات يعمل عمل المعادين للإمام، فالرواية المعروفة عنه أنه يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً، فإذا كنت مثلاً تظلم زوجتك، أو تظلم جارك، أو تظلم الإنسان الذي تتعامل معه، أو إذا كنت في موقع سلطة وتظلم الناس، فستكون من أعداء الإمام، وتكون من الأشخاص الذين يحاربهم عند ظهوره، لأنه يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، وأنت تتحرّك في خط الظلم.
لذلك على الإنسان أن يربي نفسه، وأن يتخلَّق بأخلاق الخط الذي يتحرك الإمام(عج) من أجل أن يركزه في العالم، لأن الإمام يعمل على أساس خط العدل العالمي، فأنت إذا كنت تنصر الظالمين وتساعدهم وتؤيدهم، فكيف تكون من أتباعه وشيعته؟ المهم عندما نسأل علينا أن نسأل ما هي مسؤولياتنا؟ وما هي تكاليفنا؟ وكيف يكون انتظارنا له انتظاراً إيجابياً؟ وكيف نربي أنفسنا على أن نكون من أنصاره وجنوده؟ حتى لا نطلب أن يعجّل الله فرجه ويسهّل مخرجه، ونكون كما في المثل: (قلوبهم معك وسيوفهم عليك)!! نعوذ بالله من ذلك.
اللهم انصر الاسلام واهله
اللهم انصر العراق و شعبه
ــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha