المقالات

المرأة الايرانية بين (الاحتجاج) و(ثوابت)الامة


محمود الهاشمي ||

 

المرأة في ايران غير المرأة في اغلب دول العالم ،فهي وريثة ديانات ومعتقدات ترى في المرأة ربا للاسرة حيث ان الواقع الاجتماعي في ايران ينظر الى المرأة بنوع من (التقديس ) لدرجة ان الابناء والاب في خدمة الام كما يقول (موروثهم القديم) فترى الابناء يقسمون في الامر الجلل ب(حليب الام )! وليس غريبا ان ترى الاب يضع الطفل الرضيع في حجره ويرضعه بواسطة (قنينة الحليب) بدلا من الام او يراقبه لحين انتهاء الام من العمل وترى الام تأمر وتنهي في المنزل بشكل لايتقبله (العرب)!

والزائر الى ايران يستطيع ان يميز بسهولة حجم مشاركة المرأة في جميع شؤون الحياة وليس هنالك من عمل ممنوع عليها الا في حدود تركيبتها الفسيولوجية !

فهي الام (المتعلمة )بعد ان انحسرت الامية في صفوف النساء حتى لاتكاد تلتقي امرأة غير متعلمة الا في حدود اعمار من تجاوزت السبعين عاما.

المرأة الايرانية منذ عشرينيات القرن الماضي وهي تتقدم التظاهرات وتهتف امام الجماهير للمطالبة بالحقوق وليس هنالك من تظاهرة احتجاج الاّ وللمرأة حصة فيها . ،واذا ماحاولت مرحلة حكم الشاه ان تمتهن المرأة فأكثرت من الملاهي والمراقص ووالخ فهذا امر (طاريء) فالمجتمع الايراني (مجتمع شرقي ) بكل تفاصيله ،وان (الحداثة) لم تؤثر على قيمه المترسخة فيه ،وحين تطالع تاريخ هذا البلد تجد انه لم يعش (التغريب )في حياته فما زال موروثه الثقافي والفكري ملهما لشخصيته ،وليس غريبا ان اغلب الاسر الايرانية تمتلك الديون الشعري للشاعر الايراني (حافظ شيرازي) ،وانهم غالبا ما(يستخيرون )به في حياتهم اذا ارادوا النية بعمل معين ،ومازال قبر (حافظ )متنزه كبير

يئمه الشعب الايراني ويتلون قصائده بشيء من التقديس ويصفونه ب( لسان الغيب ومفسر الاسرار )وهذا يجري مع سعدي شيرازي والخيام وبقية الادباء والمفكرين.

ان تعظيم علماء الامة ومفكريها وفلاسفتها يرفع من شأن الامم ،ويمنح الثقة للاجيال ان ترتقي وتعمر وتبدع .

وأسأل(كيف هو حال قبر المتنبي )؟

الحجاب للمرأة الايرانية (قديم )ومن منا ماكان يرى المرأة الايرانية في خمسينيات القرن الماضي ومابعده وهي ترتدي الحجاب وفقا لموروثهم في العباءة الملونة

والسوداء وغيرها .

الشاه من جهته منع الحجاب واعتبره ضربا من التخلف ومنع المرأة من ارتداء الحجاب بالدوائر والاماكن العامة .

اذن عملية خلع الحجاب كانت بالاكراه وان حقيقة المرأة الايرانية مع (الحجاب)!

وحين جاءت الثورة الاسلامية عام 1979

عملت بالتكليف لالزام المرأة الايرانية بالحجاب ،وعلى مدى الاربعين عاما من عمر الثورة جرى الكثير من التخفيف وتحول الامر في اقصاه الى محاضرة (اخلاقية) لاغير ،حتى ان الكثير  من الزوار من البلدان الاسلامية كانت لاتعجبهم طريقة حجاب المرأة الايرانية بزحزحة الحجاب عن نصف شعرها .فالحجاب لم يعطل المرأة عن مهامها كام وكعاملة وموظفة وخبيرة ورياضية وفنانة ،والدليل ان المرأة  الإيرانية تشكل 50-60 في المائة من الموظفين في البلاد و50 بالمئة من طلاب الجامعات، فيما تستحوذ على 30 في المائة من مقاعد التدريس الجامعي. كما شكلت 27 بالمئة من أعضاء هيئات التدريس بالجامعات، و37 بالمئة من الشريحة الطبية في البلاد. 

و تعد مريم ميرزاخاني (2017-1977)، عبقرية علم الرياضيات وأول امرأة تنال ميدالية 'فيلدز' عام 2014، التي تمنح منذ سنة 1936 لعلماء رياضيات دون سن الأربعين، وهي بمثابة جائزة نوبل في مجال الرياضيات. والمرأة الايرانية متفوقة في مجال الرياضة على بلدان عديدة تدعي (العلمانية والانفتاح )حيث توج منتخب إيران للسيدات يلقب بطولة أسيا للتايكواندو.

وحقق المنتخب الوطني الإيراني لكرة اليد للسيدات فوزه الأول ببطولة العالم لكرة اليد في اسبانيا.

كماحصد منتخب سيدات إيران 3 ميداليات ذهبية ببطولة أسيا للتايكواندو في كوريا الجنوبية.

وأحرزت " ليلا حيدري" الميدالية الأولى في تاريخ سباق الدراجات الهوائية للسيدات في المنافسات الدولية

، كما ارتفع عدد المدربات الرياضيات من 9 مدربات فقط الى 35 الفا مدربة وعدد حكام المباريات من النساء من 7 مدربات  الى 16الف مدربة .!

وللمرأة الايرانية مشاركة واسعة بالسياسية وتسلمت مناصب عديدة من عضوة مجلس شورى الى وزيرة ومحافظة الخ .

اقول ان تخرج تظاهرات واحتجاجات لغرض خلع (الحجاب ) واخرى تخرج (عارية )واخر يقف والى جانبه فتاة تشاركه (حرق المصحف الشريف )..ليست لها عمق وتأثير في المجتمع الايراني قط ،هذا اولا ثم ان الشعب الايراني عندما ثار ضد حكومة الشاه لم يحرق ولم يدمر ولم يهدم كما فعل المتظاهر الايراني الذي احرق المقدسات

وحطم الممتلكات العامة والخاصة وهاجم مؤسسات الدولة واحرق بعضها فيما متظاهرو الثورة الاسلامية حافظوا حتى على ممتلكات ومقتنيات (الشاه) الذي كان يلقي رجال الدين من اسطح البنايات ويعدمهم بالجملة ،وليس غريبا ان تزور الان (قصر الشاه)كمركز سياحي وتجد اخر (فرشة اسنان) نظف بها الشاه اسنانه !!وتسأل ؛-لماذا هذا الاهتمام ؟

الجواب؛-جزء من تاريخ ايران !

المتظاهر من ابناء الوطن المخلصين يرون في  الممتلكات الخاصة والعامة هي ممتلكات للوطن وليس ملكا لاحد ،فالشخصيات تزول والوطن باقٍ.

12/10/2022

 

ــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك