عامر جاسم العيداني ||
أن الإنتخابات لمجلس النواب التي تجري في العراق كل اربع سنوات ، تجري لها الاستعدادات من قبل الاحزاب أو الكتل للتنافس على المقاعد المحدد عددها ب ٣٢٩ نائبا توزع على كل المحافظات حسب التعداد السكاني ، فكانت حصة البصرة ٢٥ مقعدا ، أي يكون التنافس بين المرشحين عليها ، هذا التنافس يتم عن طريق الدعاية والإعلان تأخذ اشكالا متعددة منها عن طريق القنوات الفضائية والاذاعات وهناك من يقوم بطباعة البطاقات واليافظات التي تثبت في أماكن محددة في الشوارع أو اعلان عن طريق الشاشات الكبيرة الموزعة في المحافظة ، وأن هذه الدعاية تتطلب مبالغ كبيرة قد يقوم الحزب أو الكتلة بدفع ثمن هذه الدعاية أو جزء منها والباقي يتحمله المرشح حسب رغبته .
أن هذه الإنتخابات تعتبر فرصة للمطابع أو أصحاب القنوات والشاشات يستعدون لها قبل فترة عن طريق الاتصال بتلك الأحزاب و المرشحين وتقديم لهم العروض لعمل الدعاية ، وأصحاب المطابع يعملون على تجهيز أنفسهم بالطابعات المتنوعة قد تصل مبالغها بآلاف الدولارات تدفع اثمانها من مردود العمل المنجز ، بالإضافة إلى توفير الأيدي العاملة وشراء مواد الحديد وادوات اللحام .
ويعمل هؤلاء ليلا ونهارا من أجل انجاز ما مطلوب منهم خلال شهر الدعاية ويتحملون اصحاب المطابع ضغوطات كبيرة من المرشحين من أجل طباعة دعايتهم بالسرعة الممكنة .
أن هذا العمل يتم بدون وجود عقود عمل مع تلك الجهات التي ترغب بالدعاية والإعلان ويسير العمل على الثقة ، ولكن ما أن تنتهي الإنتخابات نرى أن الفائز يتهرب من دفع ما بقى بذمته من مبالغ لاصحاب المطابع الذين لا حول ولا قوة لهم أمام النائب ولا حزبه لا قانونيا ولا عشائريا ، وأما الخاسر فتراه يترجى صاحب المطبعة انه خسر كل أمواله ولا يمتلك ثمن دعايته تحت حجج كثيرة كأن يكون الحزب لا يدفع له وتورط بالدخول معه كمستقلا في هذه الإنتخابات.
ونعود إلى النائب الفائز ، حيث تراه يعمل ليلا ونهارا ويستخدم كل مواقع التواصل الاجتماعي بالنشر لمحاربة الفساد ، ونسى أن هناك أصحاب مطابع وقعوا تحت طائلة الديون ويحدث صراع مع المجهز لموادهم وتشتغل العشائر مجالسها لتحل هذه الإشكالية بتقسيط ما بذمة صاحب المطبعة وقد تطول مددها ، والنائب يتمتع براتبه ومخصصاته على حساب هؤلاء الفقراء .
ومن هنا ندعو النواب الاخيار أن يذكروا صاحب المطبعة ويرأفوا بحالهم ويسددوا ما بذمتهم مخافة من الله ليكونوا عند حسن الناس الذين انتخبوهم خوفا من فضحهم ويكونوا تحت طائلة الحساب معهم أمام الله .
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha