ماجد الشويلي ||
مركز أفق للدراسات والتحليل السياسي
لايمكن اعتبار ملفات الفساد الكبرى التي اثيرت مؤخراً مجرد صدفة ، أو أنها يمكن أن تكون ملفات مؤجلة وجدت طريقها للشياع الآن في ظل التحولات السياسية المهمة التي مر بها البلد .
ولعلها من الآثار الوضعية لمضمون اسم والد رئيس الوزراء المكلف (شياع) (رحمه الله )على من كان يضمر له حنقاً أو يبيت له مكيدة فاقتضت مشيئة الله شياعها .
وعلى العموم يمكن النظر لإثارة ملفات الفساد هذه والكشف عنها من عدة زوايا
أهمها.
أولا:- قد يكون المغزى من إثارتها الآن هو الهاء الرأي العام وإشغال حكومة السوداني بمتابعة تداعياتها الطويلة والبعيدة ، والتي يصعب الوقوف على ملابساتها والبت النهائي فيها بسهولة.
ثانياً:- يمكن أن يكون الغرض من إثارة هذه الملفات هو لاثارة الرأي العام الدولي وفسح المجال للتدخلات الخارجية بشكل وآخر ، عبر قرار أممي أو غير ذلك . كاعتبار العراق دولة فاشلة،
أو أن يتخذها النظام المصرفي الأمريكي ذريعة لقرار ما يضغط فيه على حكومة (الاطار) ليعرقل مسيرتها.
ثالثاً:- كما أن إثارة وفتح ملفات الفساد العملاقة في هذا الوقت يمكن أن يتسبب باشغال الحكومة المرتقبة . ويمكن أن يكون بصالحها أيضا إن نجحت بإدارتها واسترداد الأموال التي نهبت فيها.
ولاشك أنها في حال إعادة الأموال المنهوبة ستمنح الحكومة وفرة مالية كبيرة وتعزز من مكانتها على الصعد كافة.
رابعاً:- ستستمر كرة الثلج بالتدرج وتلف معها ملفات كبرى ولن تقف عند حد حتى تأخذ مديات دولية .
الأمر الذي من شأنه أن يدخل الحكومة المرتقبة بدوامة من التجاذبات السياسية بل وحتى الأمنية لايمكن التكهن بمآلاتها . ونتمنى أن تكون عاقبتها خيراً.
خامساً:- يمكن أن يكون السيد محمد شياع السوداني هو (المبخوت )حقا وليس الكاظمي .
فمن زاوية اخرى نجد أن جملة من الصعاب تذللت له ابتداء
كوجود ائتلاف ادارة الدولة والكتلة الاكبر وغياب المعارضة البرلمانية المعتد بها
و مساندة الأسرة الدولية .
غير أن فضيحة الفساد هذه قد تطيح برؤوس ومافيات كبرى كان يمكن لها أن تعرقل مسيرته الاصلاحية على صعيد خفض سعر الدولار واصلاح النظام المصرفي والاستثمار وغيره
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha