احمد خالد الكعبي ||
ملامح الفشل بدأت تتشكل تدريجيا.
احد الأخوة أرسل لي هذه العبارة تعليقا على التشكيلة المفترضة للحكومة
فكتبت :
اعتقد انها ليست قضية فشل
بل هي اعمق من هذا التجريد..
في بريطانيا مثلا ثلاث حكومات في غضون شهرين وفي الكيان الصهيوني ثلاث او اربع انتخابات مبكرة في سنتين ..
هذه هي طبيعة النظم النيابية في كل العالم وهي بالضرورة طبيعة بطيئة الحراك وبطيئة الإنجاز لانها تنتج حكومات ائتلافية وهذا النوع من الأنظمة لا يتناسب مع المزاج العراقي الحاد والمستفز بالسليقة وأكيد ايضا انها لا تناسب البروبغندا الهائلة التي تدفع بها المنظومة السياسية الطائفية والمنافس او الغريم السياسي لأن هذه البروبغندا تناسب المزاج العراقي في رغبته العارمة بالمعارضة ورفضه كل شيء والعصبية في ممارسة هذا الرفض ومن ناحية أخرى هي تستغل الترهل او الحركة البطيئة للنظام البرلماني الذي يحكم العراق .
وبهذا فأن الفشل مضخم والمنجز يتم التغاضي عنه وإهماله عمداً ..
ووفق هذه المعطيات فأن حكومة السيد السوداني مطالبة بمنجز سريع يتخطى بطء النظام النيابي .
كم اخشى من ان اعداء النظام ينتظرون الفشل المضخم لينقضوا على النظام ويأكلوه كلقمة سائغة في توقيت لن يجدوا من يلومهم عليه.
عيونهم وأفواههم ناظرة ناطرة لساعة اعلان فشلكم فأنقذوا انفسكم وتاريخكم على الأقل من تلك الساعة ..
امنحوا من اخترتموه فرصة لإنقاذ هذه السفينة المبحرة وسط الامواج المتلاطمة ..
وما جرى لم يكن انتصاراً بقدر ما هو فرصة اخيرة لمجمل اركان النظام السياسي .
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha