المقالات

ملاحظات عن زيارة الناطق الرسمي بإسم الحكومة الإيرانية إلى جامعة قم


د.محمد العبادي ||

 

في يوم الإثنين الماضي الموافق ٢٠٢٢/١٠/٢٤ م وصل الناطق الرسمي بإسم الحكومة الإيرانية إلى مدينة قم ،وفي مساء ذلك اليوم قام بزيارة الأقسام الداخلية لطلاب جامعة قم ،واستمع إليهم في جلسات حوار ودية ، والتقطوا معه بعض الصور التذكارية .

إنّها زيارة أولية تستطلع ما يدور في خلد الطلاب من أفكار وحاجات ومشكلات.

في صبيحة اليوم التالي ( اي يوم الثلاثاء) ذهب السيد علي بهادري جهرمي -الناطق بإسم الحكومة- إلى جامعة قم ،وتوجه إلى قاعة الشيخ المفيد في الجامعة المذكورة،ليلتقي بالطلاب نيابة عن الحكومة ،ويملأ الفراغ الذي حاول الإعلام المعادي لإيران أن يشغله،ويجيب عن الأسئلة الملحة والتي تداهم أذهان الطلاب بإستمرار.

كانت القاعة تستوعب ( ٨٠٠)طالباً،لكنها ناءت بهم ،واضطر بعضهم للوقوف على قدميه حتى إنتهاء الجلسة والتي إستمرت ( ساعتين  ونصف ) .

إنّ ذلك يعني أنّ الطلاب على وفاق مع الدولة ويهتمون إلى ماتقوله لهم  عن الأحداث الأخيرة ،ولو كانوا على غير ذلك لقاطعوا دعوتها ،ولما تجشموا عناء الحضور وملل الوقوف .

من الطبيعي أن تكون المشاعر ملتهبة بعد الأحداث الأخيرة ، وأيضاً من الطبيعي أن تكون المشاعر مختلطة،وكذلك من الطبيعي أن تتضارب الآراء وتتعدد المواقف،لكن ماهو غير طبيعي ذلك الغزو الناعم الذي تسلل إلى شبابنا وهم في غفلة منه .

إن مواقع التواصل الإجتماعي على الرغم من إيجابياتها ؛تنطوي على مخاطر جسيمة في تغيير بوصلة الأفكار عند الشرائح غير المحصنة بالوعي ،حيث تقوم أجهزة المخابرات الدولية في استهداف الأمن الوطني للدول التي لاتتوافق مع مصالحها وصناعة رأي عام جديد.

كان عنوان الجلسة هو (أداء الحكومة الثالثة عشر في خمسة عشر شهراً من عمرها).

في البداية حاول بعض الطلاب الإخلال في تنظيم جلسة الحوار والمناقشة عبر ترديد وتکرار شعار: ( كذّابون .كذّابون [دروغگو] ) وشعار ( المرأة ، الحياة ،الحرية[زن،زندگی،آزادی]).

السيد بهادري جهرمي لم يكن بعيداً عن الأجواء الجامعية ؛فهو أستاذ جامعي وشخصية استيعابية هادئة، ويجيد فن الحوار ،ويتمتع بأعصاب باردة في مقابل تلك الأعصاب المتوترة والمشدودة لدى بعض الطلاب الجامعيين.

إستمع لهم وهم يرددون تلك الشعارات،وقال أنتم تتهموننا بالكذب ؛ فليأتِ أحدكم أمام  ( المايكرفون)،ويثبت أمام الملأ أننا نكذب عليكم ( وسُقِط في أيديهم)،فلم ينهض منهم أحدا !

وران الصمت على القاعة وكأنّهم أُلقموا حجراً ؛ثم قال لهم إنّ هذا الشعار الذي ترددونه في الحياة الكريمة، والحرية نحن قلناه وسبقنا إليه ،وعملنا على تطبيقه .

(وخشعت الأصوات) ومال بعضهم بجسمه ليهمس إلى مَن يجاوره ،وكأنّه قد أزيحت عن عينيه غشاوة! ؛ فبصر بالحقيقة ساطعة.

لا أنفي وجود أخطاء في العمل وأساليبه عند المسؤولين في إيران ،لكن أقول إنّ مساحة الحرية في إيران كبيرة قياساً مع كثير من البلدان المتحالفة مع امريكا والتي سكتت عنها ماكنة الدعاية الغربية  .

 كملاحظة شخصية لقد منح النظام الإسلامي المرأة حريتها، وبإمكان من يريد التأكد من ذلك أن يقوم بزيارة إلى إيران ،وليذهب حيث يشاء أو إلى العاصمة طهران، ويقوم بجولة في شوارعها ومناطقها،وسيشاهد المرأة في شوارعها بكامل حريتها ؛ بل بعض النساء والفتيات تخرج في الملأ العام بكامل زينتها، وملابسها التي ترسم تقاسيم جسدها ماعدا قطعة القماش التي تضعها على رأسها.

في إيران تشغل كثير من النساء مسؤوليات في مؤسسات ودوائر الدولة، والقطاع الخاص ويبلغ عدد الموظفات أكثر من (٤.٥)مليون طبقاً لمركز الإحصاء الايراني.

في طهران تم إصدار أكثر من ( مليون وخمسمائة ألف) إجازة سياقة للنساء؛ ناهيك عن المحافظات الأخرى ، هذا في الوقت الذي لم تمنح بعض الدول حتى رخصة قيادة واحدة ، ومسكوت عنها من قبل إمبراطوريات الدعاية المغرضة!!! .

ليذهب الزائر إلى المتنزهات والغابات في طهران مثل (پارک چیتگر ،وپارک جمشیدیه ،پارک آب وآتش و..و..الخ) ،أو ليذهب الزائر إلى السواحل الشمالية والجنوبية من إيران وسيشاهد العجب في الحرية التي يتمتع بها النّاس.

إنّ الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان كذبة سوّقتها الإمبراطوريات الإعلامية الغربية بزعامة أمريكا،وخلقت لنا مجاميع وبؤر توتر في أغلب بلدان العالم الثالث ومنها إيران .

عود على بدء ؛ نكمل الحديث عن لقاء الناطق الرسمي للحكومة الإيرانية مع طلاب جامعة قم ؛ لقد إستطاع أن يفرض الهدوء على القاعة المكتظة بإتزانه ومنطقه السليم ، وكانت أسئلة الطلاب تتمحور حول ( التظاهرات وأعمال الشغب، والمساعدة الشهرية [يارانه]،وقطع الإنترنيت[ عن بعض مواقع التواصل الإجتماعي ]، وحادث الحريق في سجن إيفين [اوين]).

وقد أجاب عن تلك الأسئلة بحنكة ودراية ،وبعد إنتهاء  الحوار والنقاش مع الناطق الرسمي باسم الحكومة الإيرانية لم ينفضوا عنه، وشكلوا حوله حلقة في تبادل الحديث والهموم معاً،فيما بقي بعض الأفراد على

وشعاراتهم ضد الدولة التي يعيش في كنفها وتتبنى تكاليف نفقته الدراسية .

لقد كانت تلك الزيارة -التي قام بها السيد بهادري جهرمي إلى جامعة قم ،وقبلها زيارته لجامعة صنعتي خواجه نصير الدين الطوسي في طهران - ضرورية في لقاء المسؤولين بالأساتذة والطلاب،ومعرفة تفصيلات ما يجري في الأوساط الجامعية، ومن المؤكد ان تقرير تلك الزيارتين سيشغل مساحة كبيرة من إهتمامات الدولة بمواطنيها.

 

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك