المقالات

مجزرة عرس الدجيل..وصمة عار في جبين كل طائفي

2334 2022-11-01

د. عطور الموسوي  ||

 

سبعون  عراقيا من اتباع اهل البيت عليهم السلام من قضاء الدجيل جَمعهم الفرح في زفة تتقدمهم سيارة العروسين “البي. أم. دبليو ” البيضاء، فيما يتقاسم بقية السيارات، عشرون طفلا ينتسبون إلى رجال ونساء تلك الزفة القادمة من منطقة الدجيل الى بغداد.

وهم في طريقهم إلى إتمام مراسيم العرس. توقِفهم سيطرة وهمية نصبها أفراد ما كان يسمى تنظيم القاعدة الارهابي وتذهب بهم إلى طريق شاطئ التاجي شمال بغداد، وتحديدا إلى ” مضيف الشيخ محجوب وهو من عشيرة الفلاحات”.

بدأ المجرمون بقتل الأطفال وبطريقة شنيعة جدا وذلك بربطهم بصخور كونكريتية والقائهم في نهر دجلة، والامهات يتصارخن ، كما أن الرجال قد قُتلوا بدم بارد بعد أن أعدموا رميا بالرصاص وتم القائهم في دجلة حيث يوثقون ايدهم وهم على حافة النهر لتنالهم رصاصات الغدر  ويموتوا غرقا .

وأما النساء فقد قامت الزمر الارهابية التكفيرية باغتصابهن وقتلهن ورميهن في النهر .

تم نقل العروسين وهما آخر من بقي من الأحياء إلى جامع قرية الفلاحات “جامع بلال الحبشي”. وفي سرداب الجامع جيء بالمفتي وأصدر حكماً شرعياً باغتصاب العروس وبحضور الشيخ المجرم ابراهيم الجبوري..

 وهكذا نفذ ثمانية رجال من تنظيم القاعدة فعل الاغتصاب بعروس امام انظار عريسها الشاب ،  وقاموا بالتمثيل بها بقطع ثديي العروس بواسطة “منجل” وهي حية معبرين عن اخس ما عرفته البشرية من نذالة .

ثم قتلوهما وربطوا الجثتين الداميتين بحبل ليتم إلقاءهما بنهر دجلة...فيا لهذا النهر لو اذن له بالكلام لروى لنا جرائم لاتعد..بدأها المقبور صدام عندما اقام مثرامة عليه تهرس فيها اجساد الدعاة لتصبغ مياهه الزرقاء بلون دم قان .. او  حين تلقى فيه  جثث من يستشهد بالتعذيب كأسرع طريقة للخلاص منها..

الجدير بالذكر اراد سياسيون بعثيون تمييع القضية ومنهم صالح المطلك الذي كان يدافع عن المجرم فراس الجبوري خريج كلية العلوم السياسية جامعة بغداد عام 2004 ويرأس منظمة لحقوق الانسان !!

وشيخ ابراهيم الجبوري شريكه بالاجرام .. من باب انهم من عشيرته وهذا استهداف طائفي !! وكان الاجدر به ان يتبرأ منهم !!

ادركنا خطر مايراد لهذه البشاعة من قبل البعثيين فقررنا مجموعة من الاخوات سجينات سياسيات وعوائل شهداء ان ننظم تظاهرة سلمية نطالب بانزال القصاص العادل بحق الجناة وان لا يتأخر اعدامهم وهم قد اعترفوا امام الشاشات ..

قدمنا طلبا الى محافظ بغداد د. صلاح عبد الرزاق للحصول على موافقة بالتظاهر في ساحة التحرير ولتأمين حماية لنا ، بينما قمنا باعداد فلكسات معبرة عن مفاصل الجريمة واتذكر اننا استملناها من المطبعة  ليلا وتم تقطيعها في حديقة دارنا ..وهيأناها للحمل والتعليق .

تضمنت صورا لاطفال يناشدون القضاء بانصافهم واعدام من يتمهم .. وصور للآباء المغدورين وهم يسقطون في النهر  فيها نداء للرئاسات الثلاثة باعدام الجناة .. وخطاب للقضاء ان ياخذ دوره في احقاق العدل ..وغيرها ..

وفي صبيحة يوم جمعة الثامن من تشرين الاول عام 2010 خرجنا ونتوقع اننا سنكون وعوائلنا فقط ،لكننا وجدنا عددا من السيارات الكبيرة وينزل منها عدد من من الرجال والشباب من محافظات عديدة ويحملون لافتات بنفس المضمون اعتقد كانوا من مجالس الاسناد ..

واكتظت ساحة التحرير وخاصة بعد ان وصلت سيارات من قضاء الدجيل وفيها عوائل المغدورين يحملون صورهم في مشهد ضجت له وسائل الاعلام ..

وفي عصر اليوم نفسه اعلن القاضي البيرقدار ان اوراق تحقيقهم احيلت الى مجلس القضاء الاعلى ..

وفعلا تم البت في القضية واعدم المجرمون .

كانت فرحتنا كبيرة لاننا ادينا بعض الواجب تجاه اولئك المغدورين ظلما وعدوانا فقط لانهم شيعة ..

وما اكثر مثيلات لهذه الفاجعة جرت وانطوت عبر سنوات قليلة فما احوجنا للتوثيق ..

والحمد لله رب العالمين

 

الاثنين

5 ربيع الثاني 1444

31/10/2022

 

 

ـــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك